هلْ يُصلِحُ الملقي ما أفسَدَ النُسورُ ؟! / د.منتصر بركات الزعبي

هلْ يُصلِحُ الملقي ما أفسَدَ النُسورُ ؟!

لقدْ وقعَ الاختيارُ على شخصِ هاني الملقي لرئاسةِ الحكومةِ ،ليخلفَ عبدالله نسور الذي أغرقَ البلادَ والعبادَ بسياساتِه المتخبطةِ ؛والتي لمْ يجْنِ الشعبُ الأردنِيُّ مِن ورائِها إلا البؤسَ والفقرَ والتشتتَ والحرمانَ ومصادرةَ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ وزجِّ العديدِ مِن المعارضة في السجونِ ومغادرة البعض قسرا أرض الوطن هربا ؛في إهانةٍ فاضحةٍ لجميعِ مَن يتجرأُ على المعارضةِ . وقدْ استبشرَ كثيرٌ مِن الناسِ باختيارِ هاني الملقي لقيادةِ مسيرةِ الحكومةِ الأردنيةِ في فترةٍ حسَّاسةٍ ؛هي مفترقُ طرقٍ تاريخِيٍّ بكلِّ المقاييسِ ،ويرى الشعبُ الأردنيُّ في الملقي المخلِّص الذي بإمكانِهِ انتشالَ الأردنِّ مِن حالةِ االغليانِ الذي يعيشهُ والفسادِ الذي يعانِيهِ . لا أعتقدُ أنَّ لديهِ الكثيرَ ممَّا يُمكنُه فِعلُهُ لكي ينجحَ في ما أخفقَ فيهِ سَلَفُهُ ؛بلْ هي حال جميعَ الذين تقلَّدوا هذا الموقعَ الذي لا يُحْسَد عليه صاحبُه . لقدْ أخذَتْ الحكوماتُ على عاتِقِها أنْ لا تتفقَ إلَّا على التنكيلِ بشعبِها ؛وتكميمِ أفواهِهِم ،ولذلكَ كانَ العُقمُ هو السِمَةُ التي تدمغُ قراراتِ هذهِ الحكوماتِ ،وباتتْ هذهِ القراراتُ المثلُ الأعلى على الشكليةِ والبؤسِ . أفهكذا تبقى الحكومة عندنا ………………….. كلَماً تمـوَّهُ للورى وتُزخرَفُ كثُرت دوائرُهـا وقلّ فعالها ………………….. كالطبلِ يكبرُ وهو خالٍ أجوفُ كـم ساءَ منها ومن وزرائها ………………….. عمـلٌ بمنفعةِ المواطنِ مُجحِفُ تشكو البلادُ سـياسةً ماليةً ……………………. تجتـاحُ أمـوالَ البلادِ وتُتلِفُ تُجبي ضرائبها الثقالُ وإنما …………………… في غير منفعـةِ الرعية تُصرفُ ولعلَّ المرحلةَ الأولى من عُمُرِ هذهِ الحكومةِ ستكون الأشدُّ سوءًا في سجلٍّ حافلٍ بالسوءِ جملةً وتفصيلاً ؛حيثُ ستعيشُ أسوأ حالاتِها إزاءَ شعبٍ يعيشُ تحتَ مِطرقةِ الفسادِ ،والفقرِ والغلاءِ ووضعٍ سياسيٍّ بئيسٍ . وهذا يثيرُ تساؤلاً لدى العديدِ مِن أبناءِ الشعبِ ،هلْ حقًا الحكوماتُ الأردنيَّةُ تمثلُ الشعبَ ؟أمْ أنَّها لا تمثلُ إلَّا نفسَها ؟واقعُ الحالِ يقولُ :إنَّها لا تمثلُ إلا نفسَها ،حيثُ جلست على دست الحُكمِ ،وتملَّكت رقابَ الشعبِ رغمًا عنهُ ،وجاءَت إلى السلطةِ بالتوارثِ عن آباءٍ اغتصبوا إرادةَ الشعبِ . نحنُ بحاجةٍ إلى حكومةٍ منسجمةٍ مع تطلعاتِ شعبِها ،وقادرةٍ على تلبيةِ احتياجاتِهم، فتركِّزُ على متطلباتِ الشعبِ ،في التنسيقِ الجادِّ للسياسةِ الخارجيَّةِ الخرقاءِ والاقتصاديةِ الهوجاءِ والثقافيةِ الجهلاء ،بدلَ البطشِ بِهم والإسرافِ في عداوتِهم ،وصفعِهم كلَّ يومٍ بقراراتٍ جهنميَّةٍ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى