لماذا انقلب الموقف الامريكي حول بشار ..؟؟

سواليف – رصد

لم يتفاجأ كثيرون من الموقف الامريكي الأخير من رأس النظام في سوريا، بشار الأسد، فالتراجع الحقيقي كان منذ قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إلغاء الضربات الجوية لنظام الأسد.

ولم تكن الولايات المتحدة الوحيدة التي غيرت موقفها فقد سبقه تغير في الموقف الفرنسي، والبريطاني، والأوروبي بشكل عام عندما لم يدرج “رحيل الأسد” كشرط أساسي للحل في سوريا، واستبدل بأن الأسد “ليس شريكا”، في قمة بروكسل 2015.

وعن دواعي القرار الأمريكي الواضح بلا تأويل، والذي بدأ على لسان مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “نيكي هيلي”، بأن “سياسة بلادها في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد”.

وأضافت هيلي في تصريح صحفي: “أولويتنا هي كيفية إنجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا”… “لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة”، في إشارة إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وتابعا لتصريحات هيلي، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الموقف الأمريكي، إذ قال إن مصير الأسد سوف يحدده الشعب السوري على المدى الطويل.

ظهر منذ بداية الثورة، ثم التحولات والمتغيرات التي صاحبتها، أن لدى ساسة الولايات المتحدة الأميركية، ومن دار في فلكها، مصلحة ودوافع في دمار سوريا، وجعل الأوضاع فيها، تسير نحو التعفن والتفكك والخراب، وذلك من منطلق عدم وجود مصلحة لهم في التدخل لوقف الكارثة، والأهم هو الحرص على أمن إسرائيل في المنطقة، انطلاقا من حسابهم الأساس، القائم على أن أي تغير في سوريا أو سواها من دول المنطقة، لا يضمن أمن إسرائيل وحدودها، لن يسمحوا في حدوثه إن استطاعوا.

وحسب تقرير لقناة الجزيرة ان أسباب التغير في الموقف الأميركي تكمن في عدة عوامل، أبرزها:

1- الصعود القوي لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، و”جبهة النصرة”، التي بايعت “القاعدة”، وسواهما من الجماعات المتطرفة، وهو صعود برز مؤخرا، وأسهم في تحول الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية، حيث تغيرت الأولوية الأميركية في المنطقة، فشكلت تحالفا دوليا وعربيا للحرب ضد داعش، وقامت بتوجيه ضربات جوية ضد مواقع للتنظيم، في كل من العراق وسوريا، لتؤكد وجود تحول نوعي في التعاطي الأميركي مع الأزمة السورية، بعد المواقف غير المبالية التي اتخذتها الإدارة الأميركية حيال ما يجري داخل سوريا من مجازر منذ البداية، بالرغم من مناشدات دولية وعربية، بالمقابل، عارضت تسليح المعارضة بأسلحة نوعية، بل وعملت على منع بعض الدول الراغبة في فعل ذلك.

وقد سعى النظام السوري باستخدامه كافة الوسائل الإجرامية، إلى تحويل سوريا إلى ساحة لجذب تنظيم القاعدة ومعه سائر الجماعات المتطرفة، وربما لاقى ذلك ارتياحا لدى بعض أجهزة الاستخباراتية الأميركية، على خلفية تجميعهم في مكان واحد، بغية تصفيتهم، أو على الأقل تركهم يتقاتلون مع المليشيات الطائفية المتطرفة التي جلبتها إيران إلى سوريا دفاعا عن الأسد.

2- ظهور مؤشرات على اقتراب موعد إبرام اتفاق أميركي إيراني بخصوص الملف النووي الإيراني، وما يعنيه من تحوله إلى صفقة، غير معلنة، تنال إيران بموجبها تسهيلا أميركيا لتمددها الإقليمي، الذي لم تبدِ الإدارة الأميركية الحالية حياله أية ممانعة، حين طال العراق ولبنان ووصل مداه إلى اليمن، وتحول في سوريا إلى قوة احتلال، مع تحول الأسد إلى إمعة بيد المحتل الإيراني.

وبالتالي، فإن تغير الموقف الأميركي حيال الأسد، يصب في خانة إرضاء إيران، وتشجيعها على تمدد مشروعها التوسعي في المنطقة، وسوريا بشكل خاص، مقابل توقيعها مع الولايات المتحدة الأميركية على “اتفاق جيد”، وفق وصف كيري نفسه.

وهنا لا بد من ملاحظة أن تصريح كيري حول التفاوض مع الأسد، تزامن مع استعداده للسفر إلى جنيف للقاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأمر الذي يقوي من احتمال اقتراب بلورة صفقة أميركية إيرانية، على حساب دول المنطقة وطموحات شعوبها في الحرية والتحرر.

وجاء التغير في الموقف الأميركي، بعد سنوات من اللامبالاة والمماطلة والتردد، حتى بات الوضع كارثيا وخطيرا، وبعد أن شاهد الأميركيون وغيرهم صور قتل الصحفيين الأميركيين من طرف عناصر تنظيم داعش، الذي بات يهدد الولايات المتحدة وحلفاءها ومصالحها في المنطقة، خاصة مع سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

الخبير الروسي بشؤون الشرق الأوسط، أندريه أونتيكوف، رأى أن التغير الجذري الأمريكي، إيجابيا، على صعيد تسريع الحل السياسي والسلمي للأزمة في سوريا.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستحاول الضغط على حلفائها في الشرق الأوسط من أجل إقناعهم بضرورة مواجهة إيران، بدلا من الأسد.

المحلل السياسي، محمد النعيمي، لفت إلى أن ضعف تمثيل المعارضة هو السبب الأكبر في تغير المواقف الدولية من الأسد، بدءا بالموقف الفرنسي، والبريطاني، والأمريكي أخيرا، مشددا على أن هنالك فجوة كبيرة بن الثوار على الأرض، والقوى السياسية المعارضة.

ولفت إلى أن ظهور الفصائل “الإسلامية” في سوريا أسهم أيضا في التدخل الغربي في مجريات الثورة.

وأشار إلى أن سوريا أضحت أرض معركة بين المعسكر الروسي الإيراني، والمعسكر الغربي، وكلا المعسكرين لا يلقيان بالا للنظام ولا رأسه.

الجزيرة + عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى