نصّاب واغبياء !! / د. محمد يوسف المومني

نصّاب واغبياء !!
قرر محتال وزوجته الدخول الى امارة اعجبتهم ليمارسوا فيها اعمال النصب و الاحتيال !!
في اليوم الأول : اشترى المحتال حمـــاراً وملأ فمه بليرات من الذهب رغما عنه ، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق لمح الحمـــار اتاناً في السوق فنهق فتساقطت الليرات من فمه … فتجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه… بدون تفكير بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية فانطلق فورا ترافقه زبانيته إلى بيت المحتال وطرقوا الباب .. قالت زوجته انه غير موجود…
لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــورا… فعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهـــرب لا ينوي على شيء ، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب!!
طبعا، نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب ، واشتراه احدهم بمبلغ كبير! ثم ذهب إلى العمل وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك .. فأطلقت الزوجة الكلب لكنه لم يراه بعد ذلك .
عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة فلــم يجــدوا سوى الزوجه ، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم نظر إلى زوجته ، وقــــال لها: لمـــاذا لم تقومي بواجب الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم ؟؟ فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت.
فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكيناً مزيفاً من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء ، فتظاهرت بالموت… صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم :لا تقلقوا … فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة وفوراً اخرج مزماراً من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطاً وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المندهشين !!
نسى الرجال لماذا جاءوا ، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير !! وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصح ، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته ، فاستعاره التجار منه …. وقتل كل منهم زوجته !
وفي نهاية الامر …طفح الكيل مع التجار ،فذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر… ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا … صار المحتال يصرخ من داخل الكيس ، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل كيس و هؤلاء نيام.. فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري طبعا … أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه كبير ألتجار فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة !
وعندما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين… لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاثمئة رأس من الغنم !! .فسألوه فأخبرهم بأنهم عند القائه في البحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهباً وأوصلته للشاطئ واشترى الغنم في طريق عودته … وأخبرته بأنهم لو تم القاؤه بمكان ابعد عن الشاطئ لأنقذته اختها الأكثر ثراء التي كانت ستنقذه وتعطيه ثروة اكبر مما اعطته الحورية .. وهي تفعل ذلك مع الجميع !!
كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم في البحر (عليهم العوض)
وأصبحت المدينة بأكملها ملكا للمحتال وزوجته …وتم تنصيبه رئيساً عليها .. الآمر الناهي … وكلمته لا تصبح كلمتين ..
ولك عزيزي القارئ ان تفكر من هو المحتال وزوجة المحتال وسكان الامارة .. ومن هو هذا الراعي الساذج…
فهل يا ترى لهم ممثلون آخرون ؟؟ مجرد وجه نظر …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى