شعب لا يسوى قشرة بصلة, بدون فاسديه وسارقي خيراته !!

شعب لا يسوى قشرة بصلة, بدون فاسديه وسارقي خيراته !!
د. محمد يوسف المومني

نحن بهائم في حظائر المتنفذين؛ لا تقدر لسيدها دفئ الحظيرة ومراعيه الخضراء الوفيرة ؛ وعلف الشتاء الذي اشتراه خازندار القصر بالعملة الصعبة ؛ وماء بئر الضيعة الزلال ؛ نحن قطيع تنتابه النعرة والسعار؛ و يغويه الشيطان؛ وتضله فضائيات ثورستان؛ فنتمرد ونسب موالينا المتنفذين .
يا لوقاحتنا …أفلا نستحق الجلد بسوط مظفور مبلل بماء مملح تحت وهج الشمس الحارقة ؟؟
في كثير من الأحيان؛ نتصرف كالعبد العاق الناكر لقصعة سيده؛ و قربة الماء الباردة المركونة في حظيرة البقر؛ من شدة العقوق ننسى أن سيدنا تكرم علينا ذات عيد كريم بسروال يستر عورتنا؛ و بقطعة كعك صغيرة فضلت عن مائدته المتخمة .
يا لضلالنا…أفلا نستحق نحن الأوباش ان تهرس احدى خصيتينا بدون تخدير وتكون عقوبة فريدة باسم خصية واحدة لكل عبد جزاء لنا على ضلالنا ؟؟
نحن أوباش؛ ننتقد سادتنا وكبرائنا دون ذرة حياء؛ و في هذا طيش ونزق و عقوق و ضيق أفق؛ لا نحمد الله على نعمة الامن؛ التي هي أمننا وسلامتنا ؛ نحن شعوب لا تعرف مصلحتها كما يعرفها لنا ولاتنا؛ فهم أدرى ببرسيم مذودنا؛ وماء سطولنا حتى نكون صالحين للحرث وجر العربة وتدوير الناعورة؛ وتكون لحومنا أطباقا شهية ببهارات عُمان و سفرجل لبنان و زعفران مراكش ؛ فشرف لنا ان نكون أطباقا على موائد ولاتنا في زفاف نجلهم أو كريمتهم المصون بذر البذور .
نحن عصاة عاقون حين نحلم بالهجرة و ركوب قوارب الموت وطائرات السماء طلبا لأضواء أوروبا وامريكا وشوارعها المبهرة؛ وننسى أن ببلداننا سلاطين محتاجين لمن يهتف باسمهم ورفع صورهم و السجود لهم في عيد البيعة و عيد التبريز …
يا لقلة ايماننا ؛ ننسى أن حب الأوطان من الإيمان …
ياللمعصية ، افلا نستحق ان تقطع أرجلنا و ايادينا من خلاف …
نتساءل دون حياء ؛ اين الثروة ؟؟ وتجحظ أعيننا و نقول ان المملكة السعيدة تفيض لبنا وعسلا و تينا و زيتونا و حنطة ورمانا ؛ و باطن أرضنا يعج يالياقوت و الزبرجد والفضة والذهب؛ فأين الثروة يا ترى ؟؟..
وفي هذا يجيب شيوخ السلاطين فيقولون: ان هناك أمور لا يمكن لاسيادنا مصارحتنا بها لأنها من صميم أمننا القومي ؛ و إن حدث مرة وافترضنا أن أحدهم تواضع و صارحنا بالاكراهات و الإشكالات و فصلها لنا في خطاب مجيد ؛ فسوف نصعق ؛ لأن الحجاب سينكشف أمامنا .
يقول احد شيوخ السلاطين :خير لنا أن نطيع ولاة أمورنا واصحاب الفضل على نفوسنا؛ وأن ندعو لهم بموفور الصحة وطول العمر والنصر المبين ؛ وان لا ننصت لوسواس الشيطان ؛ ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا .
عندما ينقشع الحجاب و نعود نحن العبيد لرشدنا سنرى بأم أعيننا كم هي التكلفة التي يتحملها ولاتنا على كل مواطن يشم الهواء في بلادنا السعيدة ويهنأ بغمضة نوم ؛ سوف نصاب بالصدمة و فلج اللسان ؛ والتأتئة واللعثمة؛ ستظهر لنا الحقيقة جلية؛ وتتضح لنا مدى رحمة سادتنا وكبرائنا بنا ؛ كم هم حلماء ورحماء بنا ؛عندما ينكشف الحجاب و نفرك أعيننا لنرى حقيقة حكمهم و رجاحة عقولهم ؛ حينها سنطأطئ رؤوسنا خجلا من اسيادنا وموالينا الصابرين علينا نحن البغال الرداحة ؛ التي تريد قضم التبن و ازدراد الشعير دون ان ان تحمل النير و تجر المحراث في حقول الدولة .
حينها سنذرف دموعا كحجارة الجبال المتهاوية؛ وسننحني مقبلين يدي ونعلي سادتنا وكبرائنا الغر الميامين؛ و سنحمد الله على خبز و قصعة العبيد؛ و سروال وكعكة العيد ؛ و سنقول لهم : بدونكم ياسادتنا وكبرائنا لا نسوى قشرة بصلة ؛ وعندها سيرفع عنا الحجاب سنبتهل إلى الله لكي يديم علينا نعمة الامن والامان ….نعم تلك النعمة التي حرمت منها شعوب سوريا وليبيا واليمن والعراق و أكرمنا بها الله سبحانه وتعالى …
فعلا نحن شعوب لا نسوى قشرة بصلة بدونا فاسدينا وسارقي خيراتنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى