حظروني عيون السود

حظروني عيون السود / يوسف غيشان

بعد عودة الحياة لطبيعتها، نسبيا على الأقل، حذرنا الناطق الإعلامي باسم الحكومة من مغبّة العودة للمربع الأول، يعني ان تذهب كل جودنا السابقة في الحظر هباء إذا قمنا بممارسات تجعل مدام كورونا تضربنا في موجتها الثانية. ذكرني بلعبة (السلّم والحيّة) التي كنا نلعبها صغارا وما تزال حتى الان تباع في الأسواق.
في ذلك الزمان، قبل انتشار التلفزيون والفيديو والكمبيوتر والإنترنت والدندن ورسن، كانت اقصى احلامنا تتجسد عند الحصول على لعبة السلم والحية.
اللعبة متعبة ومرهقة، لكنها البديل الوحيد عن الشدّة، خصوصا ايام الشتاء. تقوم اللعبة على رمي زهرتي نرد وجمع الحاصل من اجل ان تنقل قطعتك من رقم الى رقم اخر صعودا حتى تصل قبل الخصم الى الرقم الأخير في اعلى الصفحة (بعض الأنواع كان يتم ترتيبها هبوطا من الأعلى).
التعب والارهاق كان يتأتى من ان قطعتك عندما ترسو على صورة رأس افعى كانت تعيدك الى الصفوف السفلى التي صعدت منها بشق النفس، تتحامل على نفسك وتعاود الصعود الى المربعات العليا، فتقابلك رأس افعى اخرى، فتعود الى أسفل السافلين…. ولا تصل – ان وصلت اصلا-الى رأس الصفحة الا وتكون قد استنفذت كامل قواك الذهنية والجسدية والنفسية. طبعا، لا بد ان اقول ان قطعتك عندما تصل الى منطقة فيها رأس سلّم كنت تستطيع ان تصعد الى طبقة أعلى، لكن هذا قليل الحدوث، وغالبا ما تعترض الأفاعي من مختلف الأنواع والأحجام والأطوال هذا الصعود.
اللعبة الجديدة المطروحة في الأسواق حاليا من السلم والحية، تختلف فيها السلالم، وقد قاموا ب(تعديل) الحيايا والأفاعي، وأضافوا بعض العناكب والعقارب، واستقدموا انواعا اخرى لم تكن معروفة في زماننا، لكنها تشترك جميعها في انها قادرة على رميك في أسفل سافلين.
بس…. هذا ما لازم عرفناكم ودمتم سالمين!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى