إيران بين ركوب موجة المقاومة و سقوط ورقة التوت “

” إيران بين ركوب موجة المقاومة و سقوط ورقة التوت “
مهند أبو فلاح
ركوب نظام الملالي الحاكم في طهران لموجة المقاومة منذ صعوده إلى سدة الحكم في إيران في آذار / مارس من العام 1979 و توظيفه إياها للتمدد و التوسع في داخل المجتمع العربي و خاصة في الجناح الشرقي من الوطن العربي الكبير امر ملحوظ للعيان لا سيما في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة في السابع من تشرين الاول /أكتوبر من العام 2023 .

حاول عرابو نظرية ولاية الفقيه في بلاد فارس استخدام اذرعهم الميلشياوية المافيوية المنتشرة من صنعاء في ارض اليمن إلى بيروت في لبنان مرورا في بغداد الرشيد و دمشق الفيحاء لتسجيل النقاط و المواقف و كسب رصيد شعبي بين أوساط الجماهير العربية مستغلة المواقف الرسمية للأنظمة الحاكمة في شتى العواصم العربية المتخاذلة و المتواطئة في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة البطل و أصابت بعض النجاح على هذا الصعيد .

النجاحات الجزئية التي أنجزها النظام الصفوي الشعوبي الفارسي على مدار الاشهر القليلة الماضية في تسويق عصاباته و اذرعه الإجرامية في أقطار المشرق العربي كحركات مقاومة تبدو الان مهددة بالتلاشي و الضياع في أعقاب جريمة الاغتيال الجبانة التي طالت الشهيد القائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في عقر دار ما يسمى بحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت و ما حملته في طياتها من دلالات رمزية حول حدوث اختراق نوعي مؤثر على أعلى المستويات في صفوف الحزب الموالي لطهران قلبا و قالبا حتى النخاع .

اصابع الاتهام الموجهة للجهاز الأمني في في أحد أبرز الاذرع الإيرانية التي تم انشائها منذ قرابة أربعة عقود و اكثر جعلت العديد من المراقبين و المحللين السياسين يذهبون إلى أبعد من ذلك في توصيفهم لما حدث مؤخرا في ضاحية بيروت الجنوبية بإعتبار ان الكيان الصهيوني يسعى جاهدا إلى دق اسفين في نعش العلاقة القائمة بين أطراف محور المقاومة الذي يجمع في طياته تنظيمات تضم شتى الوان الطيف الطائفي و السياسي على اختلاف تلاوينها و التي تتصف في كثير من الأحيان بزواج المصلحة التكتيكي الهش القابل للانهيار في أية لحظة إن لم تبادر سريعا الاذرع الإيرانية المسلحة هنا و هناك إلى توجيه ضربات نوعية مؤثرة إلى عمق الكيان الصهيوني و مصالحه الحيوية الاستراتيجية انتقاما و ثأرا لاغتيال الحاج صالح العاروري في ظل أزمة ثقة تتصاعد وتيرتها بين فصائل المحور على ضوء اتهامات موجهة لحكام طهران في التنصل من القيام بعمليات موجعة على الصعيد الإقليمي تقلب موازين المعركة القائمة و الجارية فصولا على أرض فلسطين العروبة و الا فإن سقوط ورقة التوت عن عورة المشروع الصفوي الفارسي قد يمسي مسألة وقت ليس الا .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى