مخزون استراتيجي
سليمة يا سليمة عزا وين انعثرت هالمهدومة , بهذه الكلمات تنادي زريفة على كنتها سليمة . وتعود وتنادي : هييييييي يا مهدومة ولch وين مندفسة ؟ فوراً يأتي الرد من سليمة المغلوب على امرها وتقول : هاظا اني يا عمتي بالطابون هاظا اني جاي … هنا تتمتم سليمة بسرها وتقول : اميت الله بدو يريحني منch ومن بلاويch ….. بالمقابل زريفة تتمتم هي الأُخرى وتقول : ميلة الميلة … أٌبلة تُبليch من بين النسوان …. تقترب سليمة من عمتها زريفة وعلى رأسها طرحة الخبز
وتسألها : وشو بدch يا عمتي
زريفة : هو يا ميمتي بس تِعبري الخبزات روحي وشوفي الكواير قديش ظايل بيهن مونة
سليمة : امسات شفتهن وحchيت لعمي ابو طايل انه ظايل بيهن توالي قمح وعدس
زريفة : لعاد مثقال معاه خبر هالحchي
سليمة : اه يا عمتي وقال انه اليوم او غد بدو يطرمهن طرم بالقمح والعدس
زريفة : مليح لعاد فوتي إعبري الخبزات واذبحي الديch الأعور تا نطبخ عليه شوية فريchة ترى عمch مثقال بحبها
بالمقابل وعلى ارض البيدر ها هو مثقال وولده طايل يلملموا ما تبقى من ناتج محصولهم لهذا الموسم … مثقال يقول لأبنه طايل : هو يابا بتبقى تعبي اربع كواير قمح وكوارتين عدس وخيشات التبن حطهن بالتبان … واللي بزيد بنبقى نسد ديناتنا لعبدالله الإقطم الدكنجي والباقي بنبيعه … فيجيبه طايل : بتؤمر يا حجي .
محسن وصديقه انور الأهتر لهم قصة أُخرى فها هما يلعبان ويلهوان على بيدر ثلجي الزقطة حيث يختبىء احدهم بكومة القمح والأخر يبحث عنه , وأثناء اللعب وبينما كان انور مُختبىء بكومة من سبلات القمح يصيح فجأةً ويركض خارجاً من الكوم وهو يقول : دلتتني عدلبة يا بيييييي دلتتني عدلبة (قرصتني عقربة يا بيييييي قرصتني عقربة) … يلحق به محسن وهو يصيح عليه : ولك انور استنى خليني أُخظك لعند ابو العُريّف خليه يطلعلك سم العقربة … يتوقف انور عن الصياح والركض ليتفقد هو ومحسن مكان لدغة العقرب في فخذه الأيمن و يسود الصمت لبعض الوقت ثم يقول انور ضاحكاً : هاي تلعت توكة واني فتلتها عدلبة (هاي طلعت شوكة واني فكرتها عقربة) يضحك الإثنان ويقطع ضحكتهما صوت ثلجي صاحب البيدر قائلاً : ولكو وشو دايرين بتسو هون ؟ فيجيبه محسن : بنلعب الخُباوة اني وانور عمي . يبتسم ثلجي ويقول : بتلعبوا لعاد ها ؟ وشو رأيكوا تساعدوني بدراس بيدر هالقمح ؟ . وهنا يجيبه انور: ابتعتينا تكالة من البيدل عمي (ابتعطينا شكارة من البيدر عمي ) .فيرد ثلجي : حلت البركة يا انور بعطيك انت ومحسن بس همتكوا معاي .
في نهاية الموسم مثقال خزن للعام القادم قمح وعدس له ولعائلته , وخزن تبن لحلاله ودوابه , وسدد ديونه للدكنجي عبدالله والفائض سيتم بيعه , ناهيكم عن تخزين السمن والزيت والجميد وخِلافه … حتى الصغار مثل محسن وانور كان لهما مخزون استراتيجي لِقاء مساعدتهما للآخرين كما حدث مع ثلجي الزقطة .
اشخاص بُسطاء اداروا الموسم بكفاءة وإقتدار وحافظوا على مخزونهم الإستراتيجي لا بل وكان لديهم فائض .
على واه مثقال يديرلنا هالموازنة لسنة وحدة بس .
رائد عبد الرحمن حجازي
