من دفاتر معلمة .. لعبة…من الأول؟؟ / خلود المومني

من دفاتر معلمة .. لعبة…من الأول؟؟
اشيء في حياة الطالب يقتل حماسه ونيته الصادقة في التفوق في بداية عامه الدراسي مثل سؤال المعلم في أول حصة يدخل فيها الصف : من الأول على الصف؟؟.
هنا…من كان في نيته أن يثبت أنه متفوق تكسر مجاذيفه….يستسلم..فبرأيه المعلم لن يغير نظرته من أن هناك متميزون آخرون على الساحة.
والإناث أكثر جلدا وصمودا في هذا المجال من الذكور…فهم سريعو الإستسلام واليأس وتسليم الدفة…أما الإناث تكافح وتصمد في محاولة إثبات نفسها على الساحة.
ولمعرفتي الدقيقة في هذا الإحساس لدى الطالب..عندما ادخل الصف في حصتي الأولى معهم أطلب منهم ان نلعب لعبة نتعرف فيها على الطالب الأول….. ماهي اللعبة؟؟؟
إنها….من الأول؟؟.
لاتخبروني من هو وأنا سأحاول اكتشافه بنفسي.
لن تتخيلوا أبدا مقدار الحماس والدعم النفسي الذي يحظى به الطالب بهذه اللعبة…يحاول جاهدا ان يثبت لي أنه متميز…حماس…حماس.
وفي نسبة كبيرة من المرات تأتي اللعبة بنتائج مذهلة لطلبة لم يكونوا حتى يعرفوا انهم متميزون…فالطالب كما قلت يستسلم بالعادة للأول ويسلمه الراية ولا يحاول مجرد محاولة للتفوق عليه وخاصة في الصفوف المتوسطة.
ولعبنا اللعبة مثل دائما…وحاولت كل طالبة أن تثبت لي أنها الأفضل…عيناها تشع ذكاءً ولهفة لكل جديد..خط ولا أجمل…نشاط وحيوية منقطعة النظير..لا أنسى كلماتها ابدا : مس هذا فهمته اعطينا شيئاً جديداً.. وجاءت نهاية الأسبوع وعلي أن أذكر الاسم الذي أعتقد أنه في المرتبة الأولى…وذكرت اسمها…صعقت هي… وضحكت الطالبات لأني طبعاً أخطأت بنظرهم…ولكني في أعماقي لم أخطيء…رأيتها الأذكى… والأسرع استيعابا..والأكثر نشاطا وحماسا….وقلن لي : مس إنها الخامسه في الصف…إنتهى ذلك العام والطالبات من الأولى الى العاشره تحاول ان تثبت انها الأولى……وكانت درجتها الأولى على صفها…لعبتي قضت على استسلامها وان هناك متفوقات عليها وأنها لن تصل أبدا.
وفي أعوام لاحقة كانت الأولى على المدرسة…وفي التوجيهي الأولى على المدرسة.
لا تحطموا معنوياتهم وحماسهم وتسألوا هذا السؤال أبدا….من الأول؟؟؟ اعرفوه وحدكم….اعطوهم فرصة ليثبتوا لكم أنهم يستحقون التقدير…فليس هناك من طالب اول.
اجعلوهم جميعاً أوائل حتى يثبتوا العكس…والعبوا معهم لعبة…..من الأول؟؟ سيستمتع الجميع.

ملاحظة: حبيبتي إذا كنت تقراين الآن وعرفتي نفسك…لا تنسي دعوتي لحفل تخرجك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى