شعراء وموسيقيٌ يحتفون باليوم العالمي للشعر والأم والكرامة

إربد – الرأي – الأمسية الشعرية التي رعاها وزير الثقافة د. صلاح جرار مساء أول من أمس، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، ويوم الأم، ومعركة الكرامة، امتزجت فيها أطياف الشعرية العربية، حيث تقاسم الشعراء: أحمد الخطيب، عمر أبو الهيجاء، ومهند ساري، هذه الأطياف من خلال النمط الشعري الذي صبغ قراءة كل شاعر، وشارك في الأمسية الفنان الموسيقي علاء شاهين الذي رافق الشعراء موسيقيا على آلة العود، إضافة إلى بعض المعزوفات المنتخبة.

افتتح الأمسية التي نظمها منتدى عرار الثقافي في قاعة غرفة تجارة إربد، وحضرها حشد عريض من الجمهور، وأدار فعالياتها المحامي خلدون السعد، الشاعر الخطيب الذي قرأ باقة من قصائده التي جاءت على البحر الشعري العمودي، بثوبها اللغوي الحداثي المشحون برؤى تتماس مع العصر، فقرأ في هذا الاتجاه « النسيج المر، ثورة الريح قوس، وحبال الدم، ومن الأخيرة نأخذ: يا ريح يا ماء ريّ الأرض مرتبة، والحر حي، وشعري، فاكملوا شغفي، إني ذكيت جنوني، غير أن فمي، لا يحرف الحرف إلا عن هوى التحف، تمثالها الغيم أضلاعي، وإن سقمت، غرّ الهواء حبال الدم في النطف»

ومن جهته قرأ الشاعر أبو الهيجاء قصائد « سماء تقهقه بالرعد، يا ابنة الماء، وسيناريو اللوحة»، بناها على إيقاع قصيدة النثر، عرض فيها لمقتنيات اللوحة التي راح يراقبها وهي تتشكل في الذاكرة، ومن أجواء قصيدته الأخيرة: حكاية أنت، أسردها هنا، في حرير الليل، عالية في بيادر الحلم، مكسوة بأنفاسي المورقات، ودمي فوّار، يدكّ الغياب، كلما لاح في القلب برق، تأخذني في الهجران، غزالة الروح، لأظل أبارك طيفك وأشمّ بيدين باردتين حريق البدن»

وقرأ الشاعر ساري نصوصاً شعرية جاء معظمها على إيقاع قصيدة التفعيلة، وجاءت قصائده « زواج، حروب، لما لا أستطيع نسيانها»، محتفلة ببنية شعرية قائمة على أساس تناغم المعنى مع الإيقاع مع الصورة، بحيث يسند كل عنصر ما يقابله من عناصر أخرى، مع الاحتفاظ بخصوصية هذا العنصر أو ذاك، ومن أجواء قصيدة « قاس هو التاريخ « نقرأ: ولأن أزمنة مضت في برهة التاريخ، لم نحمل صفات الميتين، هنا…بلا جدوى…، مزجنا الغيم بالكلمات كي نرتاح من عبء الأعالي، حين نصعد بالخيال على جناح كناية خضراء:» فلتصفي السقوط الحرّ في المعنى_نقول لها_ صفي هذي القرى/ حبّات سمسمنا الصغيرة، واتركي، للآخرين القادمين مساحة بيضاء_قدْر جناح دوري_ لكي يصفوا برادة روحهم فوق المكان».

ومن جانبه قدم الفنان شاهين مقطوعات موسيقية منها:» معزوفة الأم، القافلة الحمراء، الأندلس»، مقطوعات تنفس فيها الوتر وهو يصغي لأصابع الفنان، الأصابع التي كانت تستتر وهي تقرأ روح التكامل الوتري لآلة العود، مقطوعات صعد معها الجمهور الذي تفاعل مع هذا العزف الشعري إلى فضاء الروح الحالمة، كما حققت المتابعة الموسيقية التي أنجزها شاهين للنصوص الشعرية التي قدمها الشعراء حالة الاندماج بين النص الموسيقي اللغوي، والنص الموسيقي الوتري

وفي نهاية الأمسية قدم رئيس منتدى عرار الثقافي فؤاد الحميدي درعا لراعي الحفل وزير الثقافة.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى