خدعوك… / مروان البطاينة

خدعوك…

.غني وفقير…

وددت لو ان آذانا صاغيه تستمع لهذا القول
وقلوبا صافيه تعي هذا الكلام..
ايها السادة : الغنى في الاسلام ليس مذموما ..قولا واحد…
وليس الفقير بافضل من الغنى على اطلاقه….
اقول ….
***اربعة من المبشرين بالجنه والسابقين في الاسلام كانوا بتعبيرنا اليوم مليونيريه…ابو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحه بن عبيد الله ..وكذلك عبد الله بن عباس وقيس بن سعد بن عباده وعبدالله بن عمر…رضي الله عنهم جميعا …وغيرهم..
وقد دعا الرسول الكريم لخادمه انس بطول العمر وكثرة الولد والمال الوفير..فكان اكثر اهل عصره مالا وولدا وعمرا..وهذا ثابت في الاحاديث الصحيحه…
ايها الساده..
ثمة من يروجون للفقر لاسكات العامه والبسطاء ومنعهم من المطالبه بالعيش الكريم كما كان في بعض العصور من دعوات بعض الشيوخ للزهد خدمة للخاصه وللحكام من مطالب الرعيه وحاجات الناس..
ايها الساده…
نجد أحاديث بعضها يمتدح الفقر، ويذم الغنى، وفي الوقت نفسه،نجد احاديث فيها الاستعاذة بالله من الفقر، وفيها الثناء على المال الصالح، وعليه فقد وجدت أن هذا المسلك، يحدث اضطرابًا في الفهم، لأحاديث الغنى والفقر.
فهل استحق الرجل الفقير هذه الخيرية بسبب فقره؟
وهل استحق الغني هذه الذم بسبب غناه؟

الجواب كلا….
إن الاحاديث لاتذكر هذا، وإنما تصحح مفاهيم الناس في موازين الرجال، وأن الفضل قد يكون للرجل الفقير إذا كان صالحًا، وقد يكون للغني إذا كان صالحًا، أما اتخاذ الغنى وحده مقياسًا للتفاضل بين الناس فامر لا يصح…

*****فعن ابي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟” قلت: نعم يا رسول الله، قال: “فترى قلة المال هو الفقر؟ “قلت: نعم يا رسول الله، قال: “إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب”

*****فاذا ذكر الأغنياء بالذم فإنما بما يصحب الغني من كفران النعمة، أو استعمالها في الفخر والكبر، أو منع ما في المال من حقوق، أو ما يتبع الكثرة من الحساب؛ من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟
فالغنى هنا لا يكون سببًا للمذمة أو المدح، إلا بما يقترن به من أعمال وأحوال، فمن ابتلي بالغنى فشكر وادى حقه كان الغنى محمودًا.

****اما ذكر الفقراء….كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الفقراء المهاجرون الذين تُسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء…)

فأعمال هؤلاء وجهادهم وبذلهم وإيمانهم من ناحية، وصبرهم ورضاهم على قلة المال هو من يعطيهم هذه الدرجه فالفقر -إذن- لا يكون بإطلاقه سببًا للفضل، بل الفقر إن كان المبتلى به صابرًا راضياً له درجة صبره ورضاه…وقد اورد الإمام البخاري رحمه الله في فضل الفقر حديثا رواه عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اطلعت على أهل الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء “.
فهذا تقرير لما يكون، وليس لبيان علة دخول الجنة أو النار، وهو كذلك تحذير من طغيان المال، وتصبير لمن ابتلوا بالفقر، حتى يجدّوا في الصالحات، وتنبيه للنساء في الشق الثاني…..

*********
ثم….
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر،

فالأفضلية في نهاية الأمر، تكون بما يصحب الغنى أو الفقر من قرائن، وليس الأمر على إطلاق أفضلية الفقر.

فكيف يكون الفقر محمودا ويستعيذ الرسول صلى الله عليه وسلم منه
وكيف يكون الغنى مذموما ويدعو صلى الله عليه وسلم لخادمه انس بالغنى وكثرة المال والولد …

عزيزي … المصاري مليحه بس تذكر حق الله فيها من صدقة وبر واحسان ووو..
تفوز في الدنيا والاخره…
والفقر مليح اذا ابتلاك الله به
فصبرت واحتملت واحتسبت الاجر والثواب عند الله
شريطه ان لا يكون فقرك بسبب تقاعسك وتخاذلك وصنع يدك…
والله من وراء القصد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى