حكاية فلسطين والأردن
خوله كامل الكردي
لا زالت فلسطين على مدى عقود طويلة في قلب الأردن وفي قلب كل أردني شريف يعشق تراب وطنه، قلبه معلق بجبال فلسطين وسمائها وبحرها، ومنذ وعينا على هذه الحياة ونحن نرى ذلك الرابط الأسطوري بين تاريخ الأردن حاضرا ومستقبلا وتاريخ فلسطين حاضرا ومستقبلا. ومنذ أن كنا صغارا نسمع عن عمق العلاقة المتجذرة في أعماق الزمن بحضارة الأنباط وعمون، إلى حضارة يبوس وكنعان، فقلب الأردن معلق دائما وأبدا بفلسطين، وما برحت تدافع عن القدس بكل ما أوتيت من قوة، ولم تكل أو تمل يوما لأنها تعلم أن قصتها مع فلسطين لن تنتهي، فهما توأم واحد يبتهج إذا ابتهج الاخر ويتألم إذا تألم الاخر.
إننا لا نبالغ حينما نقول أن فلسطين والأردن في خندق واحد، خندق الصبر والشجاعة والكرامة والإباء، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكم من جندي أردني بطل روت دماءه أرض فلسطين العزيزة، وكم من قصيدة حب أهدتها فلسطين لثرى الأردن ولشعبها الأبي، فشريان الحياة ممتد بين أرض الرباط وأرض المحشر والمنشر، لذلك يفخر كل أردني وفلسطيني بقراءة تلك الملحمة العجيبة التي صنعتها أنامل مبدعة لا تضاهيها في البشرية إبداع وروعة.
فكيف لنا أن ننسى تلك المحن التي واجهتها الأردن وفلسطين، كانت وما زالت من أشد المحن وأحلك أيامها، أوقات وقف فيه الأردن سدا منيعا في وجه أعداء الحياة، واستطاع بفضل عزيمة رجاله وصبر نسائه الماجدات وحب فلسطين وبطولة رجالها ونسائها الصابرات، تخطي المحن بكل ثبات واصرار. فالدفاع عن فلسطين ومقدساتها وشعبها، كان وسيظل الهم الأول لأردن الخير والشهامة، والشواهد كثيرة لا حصر لها، بقيت الأردن وإلى الان تمد يدها لعشقها الأبدي فلسطين قلب الأمة العربية، فمصانع الرجولة في أردننا أنجبت أبطالا وضعوا نصب أعينهم الدفاع عن أرض السلام والذود عن مقدساتها.
ففلسطين هي قلب الأردن النابض، لا تغفل عن مواقف الأردن البطولية الشجاعة في وجه كل متربص، وبفضل أسود يرابضون على أبوابها ليل نهار. لن تكون فلسطين إلا داخل وجدان الأردن وشعبها وشغلها الشاغل، فهم شركاء في الدم والمصير والتاريخ، وأمر الوفاء لفلسطين وقدسها وأقصاها محسوم بالنسبة للأردن وهو أمر لاجدال فيه ولا يخضع للمساومات المختلفة، لأنه عهد اخذته الأردن على نفسها منذ الأزل.
فتحية إلى الأردن وفلسطين تحية حب وإعزاز وإكبار، ورسالة الأردن جلية واضحه لا لبس فيها”الأردن هي قرة عين فلسطين”.
خوله كامل الكردي
