واذا خاطبهم الجاهلون

واذا خاطبهم الجاهلون
خوله كامل الكردي

كثير من الناس يعجب لاولئك الاشخاص الذين يفتقدون ابسط معاني الذوق في التعامل مع الاخرين، تراهم لا يراعون اي قيمة او خلق في التحدث او التصرف باسلوب رصين، يخاطبون الناس بكل سوء ويغلظون عليهم بالقول والفعل، يستخدمون السنتهم للنيل من البشر، وايديهم للتطاول والايذاء، يقف المرء امامهم حائرا في كيفية التعامل معهم! بيئتهم التي ترعرعوا يبدو انها في غاية البعد عن القيم والاخلاق الحسنة، يجهلون طريقة التخاطب والتعامل المحترم مع نظرائهم، حتى اقرب الناس اليهم ينفرون منهم لان ليس باستطاعتهم اقامة علاقات اجتماعية سليمة بل تكاد تكون مستحيلة، هي تربية لم تستوف شروط ابجديات القيم والمباديء الانسانية.
الجهل بحاجات الاخرين يمكن تسميته بالجهل المتعمد باوجاع والالام الاخرين لا يهم اصحاب هذا النوع من الجهل سوى انفسهم، اصوات المتالمين لا تحرك فيهم ذرة من شفقة او عطف بل العكس يتباهون بتلذذهم باحزان وبؤس البشر، الاحساس ليس له مكانة لديهم شغلهم الشاغل منصب على اشباع اهوائهم واهواء من يدورون في فلكهم، يسخرون من كل صوت يطلب المساعدة تنتفخ اوداجهم وينظرون نظرة استصغار بالالام الاخرين. ان الخلاص من هؤلاء ليس بالامر الهين او السهل، لانهم يتشبثون بما جنوه من انتزاع حقوق المظلومين، الا اذا نزلت عليهم نازلة تودي بهم وبالمفاخر والابهة التي يسرحون ويمرحون بها والتي هي من دماء وعرق الجوعى والمساكين.
وما اكثر اولئك الذين لا يفقهون بالدين شيئا، واذا جربت وحاولت ارشادهم هاجوا وماجوا والقوا التهم جزافا على جميع الناس، يرون انهم الادرى والاعلم بامور الدين، وباقى الناس مجرد جهلاء لا يعرفون معنى الدين الحقيقي، يمارسون اعمالا مشينة ويجاهرون بها لا تمت للدين بصلة لا من بعيد او من قريب، يحسبون انفسهم على صواب والاخرين هم مجرد ثلة من المتخلفين العاصين الرجعيين، حتى وصل بهم الامر التطاول والتجاوز على ابسط معاني الخلق والادب، عقولهم متحجرة ويرمون الاخرين بتهم الزندقة والانحراف، لان الدين بالنسبة لهم شيء اخر لا يفهمه الا من هم على شاكلتهم، يجردون الدين من اجمل معانيه، ليحولوه الى مسخ فالحجج كثيرة والاعذار مختلفة، وليتهم يدركون انهم الاجهل بدينهم فالدين في واد وهم في واد اخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى