جواب “ماستر كي”

مقال الإثنين 15-1-2018
النص الأصلي
جواب “ماستر كي”
كنت أسأل نفسي كثيراً ما الذي جعل الدول المانحة تكفّ أيديها عن مساعدتنا مرة واحدة وتقصّر معنا فجأة وتتركنا “ننقي شوكنا” بأيدينا؟؟..
ولنفترض أن أمريكا “حريقة حرسي” ولا تقدّم دعماً بدون مقابل سياسي ولا نريد أن “نكسر نفسنا لها في الوقت الحاضر” ، والأخوة في الخليج “خليها على الله” صاروا يزنون “القط من ذيله” ..
طيب ما بال أقاربنا اليبابنة”؟؟ كم تعاطفنا معهم وتكلمنا عن “هيروشيما” في مناهجنا ومجالسنا، كم راديو ومسجل وخلاّط اشترينا منهم على مرّ التاريخ كل هذا ذهب هباء؟؟ شخصياً استهلكت 5 مسجلات باناسونيك من الإعدادي وحتى سنة ثانية جامعة كلها يابانية أصلية كان قد جاء بها رحمة الوالد من السعودية “أيام ما كان عندي نظر”
طيب بلاش “اليبابنة” هؤلاء عواطفهم جامدة ولا سلكية ، طيب شو مال أخوالنا في “الاتحاد الأوروبي” لماذا “كشّوا جميعاً” عنا مرّة واحدة وصاروا يبعثون المنح بالقطّارة وأحياناً يرسلون مبعوثين من طرفهم للإشراف على المشاريع ويراقبون نسب الانجاز ويدققون على صرف الدفعات .. وعلى ما يبدو كان الأخوان يأتون “مبعوثين” ويروحوا “مبعو..ين” من هول ما يروا ويسمعوا.
صدقوني ظل هذا السؤال يحوس في خاطري طويلاً إلى أن وصلتني طرفة أضحكتني وأعجبتني فتوقّفت عن بلاهة التساؤل وعرفت جوابا يعدّ “ماستر كي” يصلح لكل الأسئلة التي ظلت تحيّرني منذ سن الرشد ..
تقول القصة على لسان صاحبها:
استيقظت على صوت زوجتي وهي تطلب مني 20ديناراً لأن مدرسة ابنتي بعثوا ورقة بضرورة التبرّع لمساعدة الفقراء والمحتاجين في فصل الشتاء ،فمددت يدي على المحفظة وناولتها 20ديناراً ..بعد الظهر عادت بنيّتي من المدرسة وحضنتني قائلة: شكراً يا بابا لأنك أعطيتني عشرة دنانير للمدرسة..وعند العصر وصلتني رسالة نصية على هاتفي من المدرسة يشكرونني فيها على مساهمتي بخمسة دنانير للفقراء والمساكين..عندها أيقنت أن ما وصل الفقراء والمساكين آخر الليل لم يكن الا دعاء فكّ الكرب..”لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”..عندها فقط عرفت أين تذهب مصاري المنح..
بمعنى آخر منذ سبعين سنة وهم يدعموننا مساعدات ومنح و”سيريلاك” و”تيميلاك” و”أوميغا3″ وما ازدادت الموازنة الا فقراً و المديونية الا تورماً..عندها جنّ جنون المانحين وأصيبوا بديزنطاريا الثقة ..ولسان حالهم يقول : ولّ كل هالمساعدات والمواطن الأردني بعده شبه “محمود شكوكو”..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى