ثوره حروف / محمد يوسف الجعافرة

ثوره حروف
——————
تدور الحروف فوق رأسي وتتهامس بأسئلة فيما بينها… أين الديوان الملكي عما يجري في وطني؟ وأين جلاله الملك عن صرخات وآهات المواطن الأردني؟
أين سنكون بعد هذا الحال ؟ وبيد من سنكون؟
أغضبتني جداً تلك الحروف وفجّرت بركاناً بين حنايا صدري وزلزلت شعوراً لطالما كنا فخورين به … “أنا عربي… أنا أردني ” …
كرهت أبجديتي وكرهت عروبتي واستنزفت ما بداخلي من عربيه فصحى
لم نعد نرى الحب في وطني’
لم نعد نشعر بالأمان في وطني فالإبن يقتل والديه وبكل برود ووحشية…
والأخ يقتل أخيه بلا مبالاه
هناك أب يسرق من أجل أن يُطعم أبنائه…
وهناك رجل مسنّ يلملم بقايا الطعام من بين النفايات من أجل أن يرمم عظامه الهشة من حُب الوطن…
هنا يبكي أطفالنا ليس لأنهم لا يملكون لباساً للعيد.. ولا لأنهم لم يذهبوا يوماً إلى مدينة الألعاب ولا لأنهم يتامى… بل يبكون من الجوع!
( أتذكر يوماً بإنني قد فرحت لأن أبي اشترى لي حزام بلاستيك بدلاً من الخيط الذي كنت أربط فيه بنطالي الذي كان يسع الكرة الأرضية) لو بقي ذالك البنطال لكان أسرع لكم” بالتشليح”… ولكنني اليوم أصبحت ألبس حزام جلد ماركة “Dior” ولم يعد البنطال واسعاً ولن يكون تشليحي أمراً سهلاً بعد الآن !!
تعلّمنا الكذب وتعلمنا السرقة وتعلمنا الغش والخداع… ليس لأننا ولدنا هكذا ولكن هذا ما علمتمونا إياه…
المخدرات أصبحت أكثر من القمح في وطني مع أنني أعلم جيداً بإنها تدخل وطني مع أصحاب “الجوازات الحمراء” أو مع أشخاص يقف ورائهم أصحاب الجوازات الحمراء ‘
وهناك إمام مسجد يقف على منبره ويخطب بالناس ويقول أن من يتهم فاسداً بالفساد فهذا مصيره جهنم!
نعم يا شيخنا فهذا قذف للمحصنات فكل الفاسدين في وطني نساء وليسوا رجال!!
بئس ما أوصلتمونا إليه يا بائعين العروبة .. الجوع يقتل فينا الحب ويقتل فينا الوفاء ويقتل فينا كل شيء جميل فهو كافر…
دعونا نعيش بسلام بكل حب ووئام وأتركو لنا ما تبقى من وطن…
تباً لكِ أيتها الحروف وتباً لتلك الأسئلة… أغربي عن وجهي فأنا لا أعلم إن كان ما يصل لجلالته بعكس ما يجري أم أنه يصل اليه كاملًا بالصوت والصورة ! دعيني وشأني فالحرية في وطني لم تعد حرية وأصبح الخائف على وطنه كالخائن !

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى