كمون يا كمون / يوسف غيشان

كمون يا كمون

كانت كاترينا الخطاطة سيدة (الفتح) بواسطة الحجارة الملونة التي كنا نجمعها لها من الفسيفساء التي تملأ حارتنا، لكنها لم تكن تتعامل بالسحر او الحجابات، بل انها كانت تقول بأن شخصا يلبس «ابيض في ابيض» جاءها بين الحلم واليقظة وقال لها انها صارت منذ الان (فتاحة) تفتح الحظوظ وتقرأ المستقبل للناس بدون مقابل، وإذا حصلت على مقابل توزعه على الفقراء.
رغم بساطة كاترينا، لكنها كانت قوية الشخصية وتحرج أثخن شنب مهما كان، ولا تسمح لأحد بأن يهزأ منها، وترد له الصاع شوالا كاملا.
مواطن مستوزر جاء الى مجلسها بحضور الكثير من الناس وقال لها:
– اريد ان تعملي لي (عمل) يحنن قلب الحكومة على جناب حضرتي.
قالت كاترينا:
– بسيطة……. روح جيب كيلو كمون حب.
راح المستوزر على الدكان، وعاد بكيلو كمون حب.
قالت كاترينا:
ـ بتوخذهم معك عالبيت وبتقليهم على نار قوية مثل ما بتعمل القلية….. وانته بتقلي بتقول وبتعيد وبتكرر
« يا كمّون يا كمّون اليوم بتنفرج وبتهون وبتحنن قلب الحكومة على جنابي.. وبتصلوا بالتلفون، حتى لو ما اتصلوا ببعثولي كم مليون، ادبر حالي فيهم وأسد ديون، ديون المصاري اللي حطيتهم في جيوب الناس عشان انجح في البرلمان الميمون وما زبطت معي وقلت بتهون. يا كمون يا كمون انا بستاهل وانته بتمون»
قال المستوزر لكاترينا:
– اكتبيلي إياهم ع ورقة بنساهم.
– انا لا بقرا ولا بكتب..انته انقل او احفظ.
– اوكي بعد ما اعمل هالحكي..اقلي الكمون واحكي اللي قلتيه… شو اعمل.
– هاي بسيطة..بعدين بتوخذ الكون المقلي وبتطحنه وبتوكله عالريق…… هاظا بنقص وزنك وبخفف كرشك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى