عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان في الاردن

عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان في الاردن أتحدث
ماجد غانم

الحرية هي حق كفله الدستور الاردني وقبل ذلك كفلته كل الشرائع السماوية ، فهو حق من الله لكل عبيده ونحن عبيد لله ولسنا عبيدا لأي مخلوق على هذه الارض .
ولكن ، عندما أُعتَقَلُ بسبب رأيي السياسي ، فهذه جريمة بحق من اعتقلني ، فانا انسان لي مطلق الحرية بفكري ورايي ، في دولة تَدَّعي دوما بأنها دولة مدنية وحقوق الانسان فيها مكفولة .
وعندما أُعتَقَلُ بسبب مطالبتي بتحرير الاردن من قبضة البنك الدولي ، الذي بات يتحكم بسيادة الاردن كما يريد ، وذلك بإملاء شروطه على الاردن عند كل قرض ، فانا اريد وطني حرا ذا سيادة ، ومن يعتقلني لهذا السبب ، بالتأكيد لا يريد الحرية ولا السيادة لوطنه .
أما عندما أُعتَقَلُ لمجرد مطالبتي بإعادة مقدرات الاردن والتي بيعت بابخس الاثمان ، وبصفقات متخمة بالفساد والفاسدين ، بدءاً من الفوسفات والبوتاس والمطار وليس انتهاء بالميناء والكثير الكثير من مقدراتنا فانا احب وطني واعود وأكرر بان من يعتقلني لهذا السبب لا يريد خيرا لوطنه .
وعندما أُعتَقَلُ بسبب مطالبتي بجلب ومحاكمة كل فاسد عاث فساداً على ارض وطني ، فانا لا اريد إلا وطنا خاليا من الفساد ، ومن يعتقلني لهذا السبب : اما انه فاسد او شريك بالفساد او متنفع من هذا الفساد .
وعندما أُعتَقَلُ لمطالبتي بخفض الضرائب وخفض الاسعار عن كاهل المواطن الاردني ، فانا اسعى لأعيش بكرامة على ارض وطني ، ومن يعتقلني لهذا السبب لا بالتأكيد لا يريد للمواطن حياة كريمة في وطنه .
وعندما أُعتَقَلُ بتهمة تعكير صفو العلاقات مع دولة شقيقة أو صديقة ، فهذا اثم برقبة من يعتقلني ، فإسرائيل الكيان المغتصب لأرض فلسطين يعتبر حاليا دولة صديقة لبلدنا للأسف .
أما عندما أُعتَقَلُ بتهمة اطالة اللسان على الحاكم ، لمجرد ذكري بأنه مسؤول عن رعيته ، ومسؤول عما يحدث في بلده ، فأنا لم أشتم ، ولم العن ، ولم اسيء له ، بل تحدثت عن الحقيقة المُرة التي لا يريد من يعتقلني سماعَها أو وصولها لمسامع الحاكم ،علما بأن من يشتم الله ، الذي هو خالقنا وخالق حاكمنا ، لا يعتقل رغم انه يشتم ويلعن على مسمع من الجميع . فما هذه المفارقة العجيبة .
الحديث يطول عن اسباب الاعتقال السياسي والفكري في وطننا الغالي لذلك وتقديرا واحتراما لمن ضحوا بأنفسهم وصدحوا بكلمة الحق وباتوا الآن في السجون والمعتقلات بسببها أتمنى من كل مشاهد لهذا المقال مشاركتنا ومشاركة أهالي هؤلاء الأبطال وقفتنا الاحتجاجية للمطالبة بالإفراج عنهم قبل عيد الاضحى فلعل أطفالهم يهنئون بعيدهم مع أباءهم .
# يوم_الخميس_ 8/8/2019 الساعة الرابعة عصرا أمام مكتب الأمم المتحدة في الشميساني مقابل مركز أمن الشميساني

majeduothman@yahoo.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى