رؤساء حكومات الاردن: ماضيه ومستقبله ( الجزء الثاني)

#رؤساء #حكومات #الاردن: ماضيه ومستقبله ( الجزء الثاني)

د. عبد الفتاح طوقان

بلغ عدد الحكومات التي تم تشكيها منذ 11 ابريل ( نيسان) 1921 وقت تأسيس عهد إمارة شرق الأردن و حتى يومنا هذا، مئه و اثتتان حكومة ،منهم حكومات الإمارة وحكومات المملكة بعد استقلالها عام 1946 م.

عدد الشخصيات التي شغلت منصب رئيس الوزراء في عهد امارة شرق الاردن بتسمياته المتعددة ثمانية شخصيات ليس بينهم اي شخصية اردنية من اصحاب الارض الاصليين او العشائر التي بايعت الهاشميون ملوكا عليهم و علي ارضهم الطاهرة المباركة ة انما كلهم اما من اصول درزية لبنانية أوسورية أوفلسطينية أوسعودية وهم: رشيد طليع ( درزي من لبنان)  ، مظهر رسلان ( سوري ولد في في مدينة حمص سنة 1886 م)  ، علي رضا الركابي ( سياسي سوري من دمشق، كان ضابطاً في الجيش العثماني و شكل اول حكومة في سوريه)، حسن خالد أبو الهدى ( اسمه الكامل السيد «حسن خالد» بن محمد (أبو الهدى) بن حسن وادي الصيادي الرفاعي، كان رئيساً لوزراء إمارة شرق الأردن لعدة مرات حين كانت رئاسة الوزراء تسمى مجلس النظار) ، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن سراج ( مفتى الحنفية في مكة بالحجاز) ،إبراهيم هاشم ( من ال الجعفري من نابلس )، توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي (ولد في مدينة عكا عام 1894 ومن أسرة معروفة أصولها من الرملة في فلسطين ، عيّن في منصب رئيس الوزراء 12 مرة في الأردن في عهد ملوك ثلاثة هم الملك عبد الله الأول بن الحسين والملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال. )، سمير طالب الرفاعي ( الجد وهو من صفد فلسطين تولي رئاسة الحكومة ست مرات و استقال في اخر حكوماته بعد ان قرر مجلس النواب برئاسة المعارض صلاح طوقان رئيس المجلس حينها بسحب الثقة منه فاستبق الاحداث و قدم استقالته).

الملاحظ من تشكيل الحكومات في تلك الفترة وقت الامارة ان ارتبط رؤساء الحكومة بصداقة مع الملك عبد الله الاول و انهم علي علاقة مع السلطان العثماني و سبق لبعض منهم العمل في بلاد الشام في مناصب سياسية وعسكرية مختلفة.

اما الحكومات في عهد اعلان استقلال الاردن ومن وقت تسميتها الاردن عوضا عن “عبر الاردن ” او ” امارة شرق الاردن” فقد استمر ترأس الحكومات لحملة جنسيات اردنية من نفس الاصول التي كانت وقت الامارة دون اي من الاردنين الاصلاء، باستثناء خمس حكومات ومن ضمنها حكومة مدير المخابرات الاردنية احمد عبيدات (18 نوفيمبر 1938 عين رئيسا للوزراء ،وهو حاصل على شهادة الحقوق من جامعة بغداد، من مواليد قرية حرثا في لواء بني كنانة التابع لمحافظة إربد. 1974-1982، عمل  مديرا للمخابرات العامة1980 -1984 ثم وزيرا للداخلية1984 -1985 و بعدها رئيسا للوزراء ووزير الدفاع، عضو مجلس الأعيان و استقال منه وقت معاهدة وادي عربه و من حينها اعتبر معارضا وتم استبعاده من الساحة السياسية الاردنية الملكية و لكنه استمر رقما صعبا في الساحة السياسية الشعبية لا يمكن تجاوزه وهو شخصية وازنة لها قبول كبير في الشارع و المنطقة العربية و مؤخرا حذر الملك عبد الله و الحكام العرب من السماح بسقوط غزة و التي تعني سقوط كراسي حكمهم بلا استثناء.

و ايضا حكومة اردنية استقالت هي الاخرى و هي حكومة عون الخصاونة من اربد باشرت عملها من 2011 حتى 26 أبريل 2012، وهوقاض سابق في محكمة العدل الدولية. كُلِّف من قبل ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين في 17 أكتوبر 2011 بتشكيل الحكومة وذلك بعد استقالة حكومة معروف البخيت. قدّم عون الخصاونة استقالته في 26 نيسان أبريل 2012،اعتراضا علي التدخل في شؤون حكومته ومعترضا علي طريقة التعامل معها من قبل الديوان الملكي و المخابرات الاردنية.

 وقد اتت حكومة الخصاونة بعد حكومة اللواء معروف البخيت (مواليد 18 مارس 1947 – 7 أكتوبر 2023)، سياسي أردني ولد في ماحصو عمل في مكتب الامير الحسن ولي العهد وثم مستشارا امنيا للفريق سعد خير في دائرة المخابرات و كان رئيساً للوزراء مرتين. شغل منصب رئيس الوزراء لأول مرة من 27 نوفمبر 2005 حتى 25 نوفمبر 2007 ومرة أخرى من 9 فبراير 2011 إلى 17 أكتوبر 2011. كما شغل البخيت منصب السفير الأردني في إسرائيل. و كانت من مهامه حفظ الامن بعد تفجيرات عمان وتطوير العلاقات مع اسرائيل بصفته ان اكن سفيرا لدي اسرائيل.

بعد ذلك اتي الدكتور فايز الطراونة و هي سليل قبيلة معروفه من قبائل النعيمات الحجازية التي انتقلت الي نجد و استقرت فيها فترة من الزمن و تنقلت عبر الجزيرة العربية ثم انتقلوا الي شمال الجزيرة العربية و منها الي وادي موسى في جبال الشرح و بالتالي يعتبر من الرؤساء هو ووالده من اصول حجازية.و قد عمل الدكتور فايز سكرتيرا لدى دولة الرئيس الدكتور عبد السلام المجالي حينما شكلت لجنة ال 75 و التي طلب الملك الحسين ان توحد الاحزاب الاردنية في ثلاث ، حيث قال وقتها الملك ” كثرة الاحزاب تعيق الحركة”.

ايضا حكومة أحمد الطراونة (1920 – 8 آب 1998) سياسي ووزير وقاضي أردني من اصول حجازية ومن الرعيل الأول الذي شهد تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية. تولى العديد من المناصب في مسيرته المهنية، وخدم الدولة الأردنية في أكثر من موقع، وكان له بصمة واضحة في نشأة الدولة الأردنية وتطور الحياة السياسية فيها. وُلد في عام 1920 في قرية «رجم الصخري» (الحسينية) في الكرك،

وهناك الدكتورعبد الله عبد الكريم حمدان النسور (20 يناير 1939 -) سياسي أردني و‌رئيس وزراء سابق، ولد في السلط – إبان عهد إمارة شرق الأردن. تولى منصب رئيس وزراء الأردن مرتين متتاليتين: الأولى من (11 أكتوبر 2012 – 30 مارس 2013) والثانية من (30 مارس 2013 – 29 مايو 2016).

 واخيرا حكومة الدكتور بشر الخصاونة (مواليد 27 يناير 1969) وهو قانوني ودبلوماسي وسياسي أردني ، كان بشر الخصاونة سفيراً للأردن في مصر وفرنسا وكينيا وإثيوبي ويشغل منصب رئيس وزراء الأردن ووزير الدفاع منذ 12 تشرين الأول 2020 خلفاً لعمر «أحمد منيف» الرزاز (17 مايو 1961 -) سياسي أردني من اصول سورية ووزير ورئيس وزراء سابق . شغل عمر الرزاز سابقًا في حكومة هاني الملقي الثانية منصب وزير دولة للشؤون القانونية من 15 كانون الثاني 2017 إلى 25 شباط 2018 ومنصب وزير دولة للشؤون الخارجية من 28 أيلول 2016 إلى 15 كانون الثاني 2017.

اما احمد اللوزي (مواليد عمان 1925- توفي 18 نوفمبر 2014) فهو سياسي أردني شغل عدة مناصب منها وزير المالية، رئيس وزراء ورئيس مجلس الأعيان الأردني وهو من الاسر الاسلامية و المسيحية و البيروتية و الطرابلسية و اللبنانية التي تعود جذورها الي عشائر اللوزيين في شرق الاردن و لكن جذورها التاريخية الاولى من جبل اللوز في اليمن و شاركت تاريخيا في فتوحات العراق وبلاد الشام.

مما سبق فأن من مئة واثنتان حكومة اردنية شكلت كان هناك فقط ست حكومات من نصيب ابناء الاردن الاصليين وهي حكومة احمد عبيدات، حكومة عون الخصاونة، حكومة عبد الله النسور، حكومة معروف البخيت ،حكومة عبد الروؤف الروابده وحكومة بشر الخصاونة وغير ذلك كانت حكومات من اصول مخلتفة اتت مهاجرة الي امارة شرق الاردن مثل المجالي من الخليل و عبد الكريم الكباريتي من غزة و الرفاعيه من صفد و مضر بدران و شقيه د.عدنان بدران من نابلس و غيرهم و اعتبر بعض من اعضائها اردنيون عندما بدء سن تشريع تعريفي لمن هو الاردني و الذي بات يعرف و يقصد به من كان في الاردن قبل عام 1921.

رؤساء الوزراء الست الاردنيون، تعرفت عليهم جميعا بطريقة أو بأخرى وراقبتهم جميعا باحترام شديد. شوهد البعض وهم يؤدون على مستوى عال ، والبعض الآخر ببراعة يحسد عليها، وكان بعضهم شفافا مع أكبر انطباع بتدخل في صياغة السياسة الخارجية من امثال عبيدات وعون الخصاونة ( الخصاونة ووزير المياه الاردني الاسبق د.منذر حدادين لعبوا دورا كبيرا في صياغة معاهدة وادي عربه بمفرديهما و احمد عبيدات استقال بسببها واعترض عليها علانية و شارك المتظاهرين و تم رشه بالمياه عندما جلس في الصفوف الاولى مع الشعب الذي عارضها مقدما مثلا يحتذى في الانتماء والمعارضة السلمية) ، وتحدث بعض من الخمس ببراعة دون ملاحظات او اوراق مكتوبة مسبقة مثل الروابدة. كانت قيادتهم واعية ونطاقهم ضمن حلف المتألقين ، على الرغم من أن بعضهم لم يكونوا خطباء. وكان لدى الآخرين القدرة على التأمل رغم قيادتهم التي لم تكن محبوبة من قبل الملك وأدت بهم إلى الخروج من السلطة وهم احمد عبيدات وعون الخصاونة الذي طالب بالولاية العامه و لم يستجب لها فاستقال وهوالذي استبدل ببشر الخصاونة من اقاربه وعشيرته و هي سياسة بريطانية قديمة تعتمد علي التفرقة واختيار من نفس العائلة عندما يتم الاختلاف مع احدهم بنية كسر انفه وشعار ” فرق تسد”، و لكن كلا من احمد عبيدات وعون الخصاونة هم ممن يحظون بمكانة مرتبة شعبية متقدمة بلا شك.

و يبقى التساؤل المشروع لماذا فقط ست رؤساء اردنيون و البقية ممن حملوا الجوازات الاردنية وما هي المميزات و المنافع او الضرر الذي تسبب به هذا الاختيار، تاريخيا و على مر العصور ، و كيف تستفيذ اسرأئيل من ذلك عند حديثها عن الوطن البديل ؟ الا يحتاج ذلك الي دراسة و تحليل ؟ ام ان المطلوب هو التجهيل و اغلاق باب المعرفة التاريخية بحجب الحقيقة ؟

للحديث بقية

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى