وما كان نسياً منسياً …

وما كان نسياً منسياً …

#مجد_الرواشدة
…….
#مثنى
نناديكَ وملء ُالفوه أساً … نرثيك وملء ُ القلب شجن …

كُنتَ صغيراً حينما التقينا ، قد تكون بالصفوف الابتدائيه الاولى ولكنني أتذكرك … في بهو النشاطات المدرسية ارتأينا أنا ووالدتك التي اعتبرها أماً وصديقةً وشريكة ً في كُل فكرة … سرعان ما توافقت أفكارنا في رسم جدار الاستقلال على سور مدرستنا ولأننا نحب ما نعمل كنا نعود أنا وهي بعد انتهاء الدوام المدرسي لنكمل المسيرة ، حينها كُنت تأتي معها صغيراً وسيماً هادئاً تلون بكلتا يديك الرسومات التي تروي حكاية الاستقلال لوطننا الذي كَبُر حبه في قلبك حتى أصبحت ضابطاً فيما بعد ، لا أذكر أن ست كوثر عصبت عليك بشيء يوماً … منقاداً مقداماً هادئاً ولكن فطن وفيك من النباة ما يلفت .
مثنى …
لا أعرفك كثيراً الا أنني أملك تلك الذكرى التي جمعتني بك حين كنتَ طفلاً … ولكن قل لي : أهكذا يغادر الأعزاء …
باكراً وعلى عجلة وعلى غفلة من أمرنا وأمرك ، هكذا بلبس الفوتيك وبكل عسكريتك التي جُبلتَ عليها ، فارقتنا …
أكتب عن الفراق وأنا أعلم جيدا ً معنى أن تبقى ملابسك بخزانتك ، عطرك بجارور الغرفة ، كل ما فيه منك سيبقى ولكن كذكرى …
اليوم أخبروا وحدة شؤون الضباط … أنك فارقت الحياة قبل أن تنتهي شهادة تعيينك ، قبل أن تزهو أكتافك في رُتب العسكرية كما تمنيت ، طموحاً في نيل الرتب حتى أصبت منزلة الشهداء والصدقين ..
كيف ستغفو جفون معلمتي ؟ ، كيف ستهدأ سيول الفقد في جوفها ؟ ، كيف سيصحو عليها صُبح العيد وأنت ترتدي كفناً لا حُلةً جديدة كما اعتادت ، أخبرها أنك أحببتَ الوطن حتى هانت روحك عليك ، هلّا أفقت قليلاً هلّا أوقفت سيل الدموع في مجرى مدامعها ، تناديك هلّا صببت لها قهوه العيد وأنت هيلها ، هزَ بجذوع الشجر التي رافقتك في وادي عربة هلا ّ تمسكت باحداها وعُدت …
نناديك بصوت أمك وحنان إخوتك وصبر أبيك …
أعلم حقاً معنى الفراق لأنني قضيت ليالٍ طوال وأنا اختلس النظر لمكان أمي في غرفه الجلوس ، أناظر كل تفاصيل حياتنا دونها ، أعرف معنى ان تبقى زاوية بالبيت خالية من أفراده .
المثنى …
من اليوم أل التعريف باسمك زائدة وباطلة من اليوم أنت معروفٌ بشهيد الوطن ، بشهيد الواجب فارقتنا غريقاً وحيداً مجابهاً لكل الأتربة والحصى ،
لروحك ألف تحية ، ولقلب معلمتي ألف جبر …
…….
اليوم اول أيام العيد نم في قبرك واترك النجمة التي على كتفيك لنا نهتدي بها كي لا نضل طريق الصبر بعد فقدك … فقيد نيسان …. 11 يوم طال الغياب ولكن الأسى الحقيقي أن أهلك سيطوون أيامًا دونما مرآك .

أوجعت قلوب أهلك ، أوجعت الشوبك ، أوجعت الوطن …
يا فقيد نيسان … كيف سيواري النسيان ذكراك ..
مع كل رمضان ومع كل سيل ومع كل مرور بوادي عربة ، ومع كُل تخريج للضباط … ستزور صورتك من أحبوك ..
26 عاماً قليلة على امرء أحب العطاء مثلك .
الى نهر الكوثر يا ابن غاليتي ست كوثر ، ما كنت وما ستكون نسياً منسيا .
……
لمجد الاول من شوال … اولى أيام عيد الفطر .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى