مفترق طرق / هبة كبها

مفترق طرق
هبة كبها

المشهد الأول

لحظةُ لقاءٍ كتلكَ، لمْ تكنْ اعتيادية
كلُّ شيءٍ كانَ استثناء
طاولةٌ صغيرةٌ وكرسيان
وكأسٌ من الشاي وبعضُ قطعٍ من الحلوى
تناولاها سويًّا
تبادلا أطرافَ الحديثِ بكلِّ ألق
بينما كانَ الجميعُ ينتظر
والتوترُ يغطي تفاصيلَ أولِ لقاء
وحدهُ من كانَ مطمئنًا
لا أدري هل ذلكَ يعودُ لبعضِ حروفٍ التقتْ على مفترقِ طرقٍ كثيرةٍ تقودُ لطريقٍ واحدٍ؟!
لماذا بدا لها منذُ الوهلةِ الأولى أنه يقودُ لقلبها؟!
وبعدَ وقتٍ قصيرٍ ولحظاتٍ بدت سريعةً للجميعِ إلا لهما
علتْ أصواتْ الفرحةِ والبشائرِ التي كانت منتظرة 
خاتمان معلقان في روحٍ واحدة

*

مقالات ذات صلة

المشهد الثاني :

هاتفها صباحًا على غيرِ عادته
وفي لحظةٍ ما منْ حديثهما
حددَ المكانَ والزمان
اللقاءُ الأول
المكانُ الذي ستولدُ فيهِ قصةٌ جديدة
في زمانٍ باتَ الصدقُ معجزة
لقد كان أنانيًا
فقد كانت تحبُّ أن يكونَ المكانَ خيارها
كأن يلتقيا عندَ بائعِ كتبٍ مثلا
أو في مقهى لا يبيعُ القهوةَ إلا سادة للعشاق
قهوةٌ يضيفُ اللقاءُ إليها حلاوةً مميزة
أو ربما شاطئٌ يخلو من كلِّ شيءٍ
إلا منهما
فقد كانتْ تحلمُ أن ترصدَ تفاصيلَ مشهدِ البداية
كما أرادت هي
هل نعتبرُ ذلكَ أنانية منه أم أرادَ أن يأخذَها الى تفاصيلٍ أكثرُ ألقا مما أرادت ؟!
في لحظةٍ جمعتهما
شرعتْ تتراجعُ خطوات ، وتتقدمُ بخطوةٍ مثقلة
وكأنَّ هذه الخطواتُ في المنطقةِ الرمادية
وتؤكدُ لها في كلّ مرةٍ أنها تحتاجُ لنفسٍ طويل
وبعضُ مبرراتٍ وهاتفٌ مغلق
أو ربما لقاءٌ في المقهى نفسه مع طيف حضورهِ المبتور
في وقتٍ يخلو من كلِّ شيءٍ
حتى منه؟!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى