قدري / هبة كبها

قدري

ما أجملَ إنصاف القدر ِ
ترقصُ حولي ظلالٌ رماديةٌ
تعزفُ سمفونيةً متناغمةً
تندمجُ كألوانٍ زيتيةٍ بيدِ فنانٍ تشكيلي محترف
كلُّ لونٍ بيدهِ له دلالةٌ خاصة
وبينَ ثنايا ريشتهِ يعلقُ ما بقيَ من نوتاتٍ موسيقيةٍ
ينفضُها بينَ حينٍ وآخر في كأسِ ماءٍ معتقٍ
كلونِ سماءٍ لحظةَ غروبٍ
ليعودَ من جديدٍ في كل مرةٍ
للونٍ جديدٍ ولمسةٍ متقنة
وقطرةِ ماءٍ نقية
ليرتبَ فوضى حواسهِ من جديد
منصفٌ هو القدرُ
حينَ أصادفُ الظلَّ والمتكأَ
من بينِ تلكَ الأخيلةِ الرماديةِ
يلتقطني ظلٌّ ورديٌّ
كما التقط السيّارةُ يوسفَ
من غياهبِ الجبِّ
لأصبحَ من بين ثمانيةِ كواكبٍ
شمسَهُ وعزيزةَ القلبِ
بيدهِ أطبقَ على قلبي ليردَّ إليهِ نبضه
بعد سنينٍ
وأيامٍ وليلةٍ طويلة
منصفٌ هو القدرُ
حينَ يكونُ الظلُّ على مقاسِ قلبي
ولهفتي
ولغتي الغارقةُ بهِ
وأبجديتي الهاربةُ من كلِّ شيءٍ
إلا منهُ
وبهِ تكتملُ كلُّ اللغاتِ
أرسمُ حرفًا
مقطعًا
وكلمةً ليست كالكلماتِ
تمطرُ فيضًا من قطراتٍ
تروي ظمأَ الروحِ
فتنبتُ في قلبي وردة
منصفٌ هو القدرُ
حين ألتقي في مفترقِ طرقٍ كثيرةٍ
بقلبٍ هو استثناء
بقلبٍ هو قدري كأنتَ

هبة كبها

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى