…وأنتِ قربي

[review]لا زلت أشعر باغترابي فضميني،لا زلت اشعر باضطرابي فضميني، منذ ان هجرتُ وسادة الرحم قبل حفنة عقود وانا لم اعرف طعم الوسن، ومنذ ان بكيت للدنيا في أول صرخةٍ وصمني الحزن..
**
يا قميص أوجاعي ألبسه كلما طرق بابي همّ جديد، يا ثغر السماء الثمه كلما صافحني دعاؤك أو مشطني "رضا".. كل يوم ترميني الأيادي مثل حجر النرد، فأصبح أمساً ان لم ترضي عني ، وأصبح ان رضيت أجمل"غدّ"..مدّي ساقيك وهزّي لي ،امسكي يديّ بيديك وشديني اليكِ، فأنا جدّ محتاج اليكِ، هزّي لي ..يا مركب لا يضيّع راكبه، يا موجة لم تعبس يوماً بوجه اليم.. يا أم اليم..
راقبي جفنيّ المحمّلتين بالحزن والشقاء كسفينتين هنديتين..غني لي بصوت جرحه الليل ، وأزفري كما كنتِ بتنهيدة بعد كل ترويدة تشبه تنفّس الهيل…غنّي لي ، فأنا الخائف ابداً، أنا القلق ابداً، أنا المطارد ابداً ،أنا الطفل أبداً ، انا المتعب، أنا الويل….

في عيدكِ ،اقبّل ثلج العمر من مفرق الرأس، يا لهذا الشيب الذي يضيء عمري الف الف عام،يا قمراً كلما رأيته كان عيدي وكلما غاب نويت الصيام..في عيدكِ، أشكل لك قلادة من قًبل..وسواراً من توبة واعتذار…سامحيني ان اغتربت يوماً،من اجل بيت ورغيف..ما أحمقني ..!! لم اكن أدري أن حضنك قمحاً لا تنتهي حصائده..وكل ما سواه جوع و رصيف!!…

أمي.. كل عام وانت قربي.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى