# الأكلة والقصعة#
تداعت الازمات العربية، ازمة تجر ازمة. تأبى ان تنفك او تجد طريقا للحل. بل يزداد الامر سوءا وتشتد المعضلة لتنتشر كالنار في الهشيم، مخلفة ورائها فقرا وجوعا، دمارا وارهابا، حقدا وكراهية.
يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها. امريكا وروسيا، وايران واسرائيل وتركيا جميعها تقف صفا واحد كالبنيان المرصوص. تجمعهم المطامع والمصالح وحب السيطرة والتكالب على القصعة. استطاعوا بسياساتهم الخبيثة في صناعة الفتن في الجسد العربي. وليس غريبا مع السياسة البريطانية ” فرق تسد ” فقد استطاعوا بمكرهم توريط العراق الشجاع في احتلال الكويت كي يتخذوا من ذلك ذريعة في الاستفراد في العراق وتدميره عن بكرة ابيه ونهب خيراته وتشريد الاحرار من ابناءه. لم يعد العراق عراقا ولا الحر حرا. بل اصبح ارضا خصبة لزرع وتجنيد الجماعات الارهابية بدعم من تلك الدول. لتظهر داعش كسرطان الدم الذي سرى في دم الجسد العربي.
وها نحن اما معضلة وفتنة اخرى وهي استمالة تلك الدول لدولة قطر لتحتضنها كي تقع فريسة سهلة بين مخالبها وبين فكيها تمزقها وتنهش لحمها وخيراتها كما فعلت سابقا بالعراق.
ورغم المحاولات الكثيفة من دول الخليج لاقناع قطر للعدول عن سياساتها المتخفية الا انها أبت الا ان تكون تحت رحمة تلك الدول لتتلاعب بها ككرة تقذفها كيفما تشاء وقتما تشاء وعلى من تشاء.
وللاسف لا يعي الكثير مخاطر مثل هذا المنحنى. هذا يعني ان قطر اصبحت دولة مشبوهة ولا يؤتمن جانبها من قبل دول الخليج. وهذا يعني ان دول التحالف العربي في اليمن قد ينسحب في اي وقت ليحمي حدوده المكشوفه امام قطر. وبالتالي سيصبح اليمن فريسة سهلة امام الحوثيين لاستعادة ما تم تحريره من قبل دول التحالف. عندئذ ستكون الطامة الكبرى. ستفرض ايران قوتها وسطوتها علي اليمن كما فعلت في العراق وسوريا. لتصبح ككماشة تحيط بدول الخليج تهدد استقرارها وهذا ما لا نريده .
نتمنى من قطر العودة الى الجسد العربي كي نتجنب ما لا يحمد عقباه. فالدول العربية جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
