نموت… ويحيا الوطن ؟ / د. محمد يوسف المومني

نموت… ويحيا الوطن ؟
قرأت قصيدة احمد مطر “يسقط الوطن” ورددت كل كلمة وكل جملة وكل معني وأنا مقتنع به تمام الأقتناع ولكن كنت اخاف ان اعبر عن ما بداخلي تجاه الوطن مثلما عبر هو عنه بكلماته , نعم سمه خوف او جبن, نعم جبنًا أقصد الكلمة بمعناها الذي يرمز إلى نقص الشجاعة الكافيه للقول أو للتعبير عما تشعر به.
ولماذا يحيا الوطن؟!
في البداية ولكي اكون حذرا بما فيه الكفاية من السحيجة المدافعين عن الأوطان بعيدا عن طيشهم وغيهم وغبائهم وقوانينهم مستقبلا، انا اتحدث عن علاقتي الشخصيه بالوطن ومجازآ لا فعلا ، فالوطن لن يتزحزح من مكانه على الخريطه ولن ينقل الى كوكب اخر بسبب مقالي او رأيي الشخصي فيه ، سيذهب الى الجحيم داخلي ،اتحدث عن علاقتي بالوطن داخلي ، وما تعنيه كلمة وطن , كلمة وطن في قاموسي.
نموت كي يحيا الوطن … يحي لمن؟ ماهذا العبث! اراها نوعا من الكوميديا السوداء هذه العباره
او كما قال امل دنقل: اتري حين افقأ عينيك ثم اضع مكانهما جوهرتين هل تري؟!
الأجابه هي : لا لن تري ولو وضعت مكانهما كنوز الدنيا والكواكب المجاورة لن تري!
وكذلك حينما تموت كي يحي الوطن فلمن سيحيا؟! دعوني اقول لكم لمن سيحيا :
سيحيا لقطيع من الساسة الجزارين قطاعي الطرق الأغبياء!! سيحيا لجشع التجار ورجال الأعمال الفسده!!
سيحيا لرجال دين كارهين للحياة البسيطة , وأعلاميين وصحفيين مهمتهم تجهيل الشعب يأكلون على كل الموائد!
يحيا لشعب جاهل فاسد عنصري داعشي الهوي!!
في العام ٢٠١١ وما تلاه من سنوات قتل الاف بل ومئات الاف الشباب في عدة دول عربية تحت شعارات مختلفه اهمها ان يحيا الوطن وأن يصبح حرا وكريما معهم ومع باقي الشعب ..
كل من قتل كانت له حياته واحلامه التي ينشد تحقيقها ورؤيتها واقعا امامه كان له عائلته واحبائه وكل واحد منهم كان يمني النفس ان يحيا في وطنه كما يتمناه ناشدين الحريه والعيش والعداله الأجتماعيه ..
ذهبت دمائهم هباء ، لا احد منهم كان يسعي للموت وهو في مقتبل العمر, وماذا بعد تضحياتهم؟ هل يذكر الشعب اساميهم حتى؟! لا شيء ، بل ويلعنهم الشعب ويصفهم بأسواء الصفات ويصب عليهم جام لعناته!!
يعيش قلة من الساسة في رغد العيش متنعمين ويتقاتل الشعب من دون كراسيهم وكروشهم..
كل المعارضين يتهمهم عامة الشعب باتهمات شتي فلماذا تموت كي يحيا وطن ردئ كهذا الوطن؟!
فليذهب الوطن بقاطنيه الى اعمق حفره من حفر الجحيم!
لم اشارك في اي اعتصام قام ولن اشارك في اي اعتصام تحركة احزاب او نقابات او جهات لها اجندات واهداف تخدم اصحابها فقط !!
ارى ان تضحيات من يشارك في اعتصامات او ثورات في بلدان كبلداننا نوع متقدم من الغباء ، ارى التضحية من اجل وهم يسمى الوطن نوعا من الأنتحار ، وأرى الشباب الذي يساق غصبا للدفاع عن الوطن ويقتل عبودية!
نعم ، فما هذا الوطن الذي تعيش فيه ذليل فلا حصلت رغد من العيش ولا تتمتع فيه بحريتك لا حرية ابداء رأي ولا اختلاف سياسي ولا حرية اعتقاد او تفكير ولا حرية تتنفس حتى !
وبعد كل هذا يجبرك رغم انفك على الدفاع عن حدوده وان تذهب “فطيس” في ظروف اشبه بالعبوديه لا لشئ الا لأن حظك التعيس جعلك تولد به!
وأذا رفضت الأنخراط في قطيع المدافعين عن حظيرة الأبقار المسماة مجازا وطن اتهمت بالعمالة ونلت قسطا وافي من التهم والشتائم ، هذا ان لم يزجوا بك في واحده من الزنازين عقابا لك على رفضك لمنطقهم الأعوج.
خذه وأعطني به…. صوتا اسميه الوطن … ثقبا بلا شمع اسميه الوطن … قطرة أحساس أسميها الوطن … كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن .. يا سيدي خذه بلا شيء فقط خلصني من هذا الوطن !
نموت ويحيا الوطن ولكن لمن؟ لقطيع من البهائم!!
تخيل اذا كنت مسلم سني تعيش في بلد اكثريته مسلمين شيعة او بوذيين او هندوس ، هل تعلم ماذا سيحدث لك علي يد هؤلاء الأغلبية من الرعاع اذا ما اعطيت لهم الفرصة للحكم؟!
سيمزقونك اربآ وبدون رحمة وبدون جرم ارتكبته يداك ، فقط لأختلاف دينك او تفكيرك او حتى مذهبك عنهم.
قال المسيح: “آية (مت 7: 6): لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.”
في الأخير اعتبروها فضفضه مع النفس ، لا ادعوا احدآ ان يؤمن بأفكاري ، او يطبقها ، هي فقط فضفضه من احدهم “فاض به الكيل” منكم ومن اوطانكم ومن نفاقكم وريائكم وشوفينيتكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى