قيم انسانية / خولة الكردي

قيم انسانية
إن الحرية كنز ثمين، يعشقها أولئك الذي لا يستطيعون التنفس إلا بها، هي الهواء الذي يحيطهم في كل مكان في هذا الكوكب، إنها الأمل أمل الأجيال وسعادتهم ومستقبلهم، وهي لب العمل الصحيح حتى تنال الشعوب حقوقها واحلامها، فكيف للإنسان أن يعمل ويبني أرضه وحياته من غير فسحة الحرية التي بين يديه، وكيف للأمم والمجتمعات أن ترتقي وتتطور من دون حرية تحفزهم وتدفعهم للبناء والتعمير على هذه الأرض، وتحقق الغاية من خلقهم. فكم عانت شعوب على مر العصور من سطوة المستعمر والذي سلبها حريتها، وجعلها شعوب تتسول من يخلصها من قيدها، ففاقد الشئ لا يعطيه، وعلى مدى التاريخ لم تفلح أمة ولم تقم لها قائمة، إلا عندما طردت سارق حريتها وقاتل أملها في الحياة.
ولنا في التاريخ أمثلة عديدة لأشخاص ناضلوا لأجل الحصول على حقهم في الحرية، مارتن لوثر كنج هذا الأمريكي الذي قاوم التفرقة العنصرية ضد السود، والذي قدم خطبة عصماء أمام النصب التذكاري لابراهام لنكولن، تحدث فيها عن حلمه في الحرية وحلم تخلص المواطنين الأمريكيين من أصل أسود، من التفرقة البغيظة بينهم وبين الأمريكيين البيض، وقد كافح لوثر كنج حتى دفع حياته ثمنا لأجل حرية أبناء جلدته، وهناك العديد من الأمريكيين السود وإلى الان يعانون من التمييز العنصري بأشكال أخرى.
وصانع حرية الشعب الهندي، غاندي ذلك المقاوم الذي قاوم بأبسط الوسائل، المستعمر الإنجليزي واستطاع أن يحشد الشعب حوله، ويوحد كافة الطوائف والعروق الهندية، حتي يمكن شعبه من التخلص من هيمنة المحتل وينال حريته، فقد كان غاندي مثالا فريدا من نوعه في محاربة الإنجليز، بطريقة انهكتهم واضطروا إلى الإنسحاب ونيل الهند استقلالها، بفضل حكمة وسياسة المهاتما غاندي، ولكنه كعادة الأحرار أمثاله مشوا على درب الحرية والنضال المحفوف بالمخاطر والأشواك، فقد حياته من أجل حرية ومستقبل شعبه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى