“الحمد لله”

“الحمد لله”

خوله كامل الكردي

ان الامن والاستقرار نعمتان لا يشعر بقيمتهما الا من فقدهما وحرم من التمتع بهما، اننا وفي هذا البلد الابي العظيم نشعر ان الله قد من علينا بالامن والاستقرار، لا يمكن ان نبيعهما ولو بكنوز العالم ونحن نرى كم من المجتمعات قد عانت من فقد نعمتي الامن والاستقرار وتحولت حياة الافراد فيها الى جحيم يصعب تحمله.
نحمد الله ان مجتمعنا قويا بترابط ابنائه ووفائهم لارضهم ووطنهم، والوعي الجمعي الذي يتمتع فيه السواد الاعظم من شعبنا العظيم، يجلو له الصورة بشكل واضح فيميز الغث من السمين لانهم احفاد رجال كبار حفروا بايديهم كي يبنوا هذا البلد العزيز ولم يوفروا غالي او نفيس فداءا له لانهم ادركوا ان الوطن هو دائما الاسمى في حياتهم.
وطننا الاردن مازال ولا يزال الصخرة الشماء التي تواجه كل العواصف مهما اشتدت، وقادرة بارادة الله ثم بارادة شعبها المخلص الابي ان تقتلع اي عقبة تقف في وجهها، وبتلاحمه وصلابة ارادته يجتاز كل الصعوبات مهما تعاظمت وتكالبت عليه.
يبقى الوطن وكل شيء زائل ويبقى ترابه الطاهر العزيز، يحكي تاريخ حضارة عريقة بناها الانباط العظام ومن سبقوهم ومن اتوا بعدهم اكملوا البناء وحافظوا عليه على مر العقود ورفضوا اي مساومة عليه. هذا الشعب الوفي يمتلك من انجازات قدمها للوطن ولازال، تاخذ بيده ان يكون الصد المنيع في وجه من اراد السوء بهذا الوطن الجميل.
فالحمد لله حمدا كثيرا لوطن عصي على كل طامع في ترابه، وسيظل ابناؤه مهما حدث جنود اوفياء له ان اشتدت المحن وكثرت الخطوب، فكلنا في نهاية المطاف اردنيين الدرع الحصين من اجل عزته وشموخه وسيادته، فما يجمعنا في حب الوطن اكثر مما يفرقنا ولو اختلف بعض ابنائه مع بعضهم البعض، يبقى الوطن هو البوصلة التي تعيد اللحمة والترابط بينهم ليكون الحضن الدافيء والملاذ الامن.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى