صنّارة التّعليم

صنّارة التّعليم
شروق المبيضين

أُشاهد ما يعرض من دروس تعليميّة من خلال منصّة التّعليم في التلفاز التربوي، وهي حصص عادية تمامًا وكأنها في غرفة صفيّة.
وهناك العديد من الملاحظات على هذه الدّروس:
أولا: يختلف التّدريس عن بُعد عن التدريس المباشر، فلا تفاعل ولا حوار بل تلقين بمعنى الكلمة يستمر المعلم في التدريس دون سؤال ودون أن يتلقى سؤالًا وكأنهم أشباحًا لا وجود لهم، والمعلم أمامه مهمة يريد التخلص منها، وهذا لا يعطي للطلبة الفهم والتفكير والتساؤل والنقد والتجريب…
ثانيًا: لا يضطر المعلم إلى الإدارة الصّفية وكأن الإدارة الصّفية هي تهدئة الطلبة فقط، التي من أهم عناصرها القيادة بالقدرة على إيجاد الدافع القوي داخل الطلبة للعملية التعليمية وهنا نلاحظ أن المعلم يمتلك كل وقت الحصّة متحدثًا جيد دون مبالاة بردود أفعال المستمعين والمشاهدين.
ثالثًا: لم أشاهد معلمّا يقدم وسيلة تعليمية فالدرس هو معلم ومادة دراسية مع إلقاء كامل للطلبة.
تلافيّا لكل هذا، فإن اقتراحي هو أن يستخدم المعلم صنّارة اسميها “صنّارة التّعليم”، وكما تكون صنّارة الصّيّاد حادة الطرف وجاذبة بمعنى تجمع ولا تفرق، وتبقى الجميع قرب الهدف.
فما المقصود بالصّنّارة التّعليميّة؟
قصة قصيرة، أو أحجية أو وسيلة تعليمية أو صورة أو رسمة أو فلم قصير أو وسيلة إعلان، أو مخطط هيكلي، أو سؤال قصير وهناك الكثير من الأمثلة التي تنطوي تحت مسمى الصنارة التعليمية، وهي ليست تمثيلية مدّتها حصّة كاملة أو ساعة بل هي خمس دقائق، أو ثوان معدودة لفتح ستارة المسرحية “الحصّة”.
من شأن كل هذه الأمور أن تحدث التشويق وهو ما يجذب الطلبة للصّنّارة، وأقصد الانتباه للمعلم، فلا تعلم دون متعة، ولا تعلم دون مشاركة، ولا تعلم دون فضول معرفي، ولا تعلم دون تفاؤل وحيوية ومفاجأة …
لنستخدم صنّارة التعليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى