صمت خجول
من ضجيج صمتنا المشبع بالذهول والتردد , ومن صفاء ليالي صيفنا الممطر بأنواء فكرية ومن هدوء اشراقة شمسنا المتوهجة من كل ذلك نستمد بعض الشجاعة التي نستوقدها بثباتنا على أفكارنا ومبادئنا , نمتلك هذه الشجاعة بشرف انتسابنا لامتنا ولأصولنا وحقيقة ما نحن عليه ,نجترئ هذه الشجاعة لعلنا نواجه أنفسنا بحزم وبكل جسارة كي نعلن ولو بعقولنا, إننا.. فعلا.. جدا… نخجل……!!!!!!!!!
مم الخجل ؟؟؟ ولم الخجل ؟؟
هذا آخر ما سنفكر فيه , فهو ليس بذي بال, إن أهم ما يجب أن يشغلنا حاليا هو امتلاكنا الشجاعة وجرأة الخجل , ففي هذه الفترة يكفينا تماما أن نكون خجولين , ولو بالسر.ولو بالخفاء …ولو حتى لم نكن فعلا كذلك ….؟؟؟؟؟؟؟
لن نتكلم ولن نصرخ بأعلى صوتنا . كلا فذلك ليس من الأمور التي تفيدنا بأي شئ , جل ما سنفعله هو أن يقف الواحد منا أمام المرآة وينظر لنفسه ولا داعي أن تكون النظرة مباشرة تجاه العينين , بل الهدف هو أن تنظر إلى نفسك بالمرآة وبصوت منخفض قليلا نقول ـ بحيث يحبذ أن تسمع صوتك ـ تقول أنا اخجل قليلا وتكرر ذلك مرارا مرة كل أسبوع .الهدف من هذا التدريب هو تعويد الشخصية على أن تتقبل واقعها كما هو أو كما يجب أن يكون بالحد الأدنى ,والوضع الحالي يفرض على اقل تقدير أن نكون ذوي مسحة من الخجل على محيّانا ,لماذا يجب أن نكون كذلك …؟؟؟؟
ليس من سبب وجيه أو مقنع بتاتا , إطلاقا لا يوجد سبب, ولكن في حال لا سمح الله اضطرارنا لمثل هذا الشعور لئلا يكون جديد علينا , ونستصعب التأقلم معه .
الخجل :
هو أحيانا ما يسمى بالحياء , ولمن لا يعرفه بهذه الأسماء فهو أيضا (( زوق , دم , اختشاء, استحياء , حمية , غيره , أدب , أخلاقي , حس )) إلى غيرها من مسميات .
فوائده :
يمنع العديد من الأمراض الاجتماعية المستشرية كالأوبئة في حاراتنا ومناطقنا وجامعاتنا وشيبنا وشبابنا ,
كما انه يعالج بعض العادات السيئة التي قد نكون وجدنا أنفسنا عليها دونما إرادة منا أو تخطيط .
مواقعه وأماكن تواجده :
يتواجد حيث نريده أن يكون في حال أن طالبنا بوجوده أو اهتممنا لأمره وكلما تشرق شمس الصباح هو موجود , وكلما غابت كذلك , وهو منذ القدم وحتى يوم يبعثون .,
ويفترض به أن ينتشر في مثل هذا الوقت من السنة ـ ليس لأنه موسمي ـ وإنما لان واقعنا العربي الذي نحيا يفرض علينا أن نشعر بشئ يثقل كاهلنا , ويضيق صدرنا ويعطينا شعور بعدم الراحة في ممارسة الحياة …………………اجل هذا هو الخجل .
