دولة … / محمد الحراسيس

دولة …

اخبار تتلوها المزيد من الاخبار المتضاربة .. يعلو الصوت هنا و يختفي في الشارع وتستمر الحراكات والاحتماعات هنا وهناك وبالبعيد ايضًا و لا زالت تعلوا الاصوات وتتوالى انباء متضاربة ولا يميز احد اي شيء بخصوص ما قد حدث او ما لم يحدث بعد .

صحف واعلانات واذاعات والعديد من شبكات التشويش … كل ذلك للتوفيق بين المعلن والمعلوم ، ومع ذلك لازالت ذات الاخطاء تتكرر ، والميزانيات تزداد خبرا اثر خبر ، والعدو رابض بين انياب الشعب ، يستخدم خوفهم من الغد وهروبهم نحو الحرية وبعدهم عن الحقيقة ، وجهلهم بالتاريخ ، هو عدو القيادة وهو صانع النصر وهو حليف الجوع والتعفن بين الملفات التي تكاثرت فلم يصبح لها من جامع ولا حتى محصي .

دورة الحياة الطبيعية التي يسميها من يدّعي المعرفة بالكواليس وقد يتحاذق آخر هناك ليسمّيها صالونات سياسية … وكل صحفي يشتهي الاسم الذي ترتاح له مفردات عنوان الخبر الذي يودّ نشره … وهكذا من نشرة لأخرى تصبح السياسة حديث شوارع ومفردات لا يملكها سوى من يوهمنا بصنع القرار … وهو لا يدري متى يجب عليه شرب الشاي بلا سكّر ومتى يجب أن يجامل البعض بكوب حليب ما قبل النوم … هي افكار تتناقل رؤوس الجميع من كل حدب وصوب .. تعمّر بهذا الدماغ وتختمر بدماغ آخر ولا احد يعرف ما العمل ومتى يجب التصريح بما لا يعلم .. متسلسلة من الاحتمالات التي لا يعتمد أيها على أي منها ، حسابات تتنامى بعقل الشعوب وحسابات اخرى تتكاثر بارصدة البنوك …و كل يملك رصيده الشخصي من العمل والنوم والحصة التموينية التي تتجاوز

مقالات ذات صلة

بقليل التصريح ببيان هنا وخطاب بين الجوعى هناك .

من هنا وهناك … تعديل هنا وتغيير هناك ولا تبديل بأي مكان .. فالجوع ذات الجوع و الهم ذاته لم يتبدل و لكن الافكار تتداخل وحسابات البنوك تتوالد بين جمع الاصدقاء بحفلة التزاوج التي تتم عند كل شتاء ,,, هي مثل الرياح الموسمية التي تحمل امطارها … تسكب الكثير ولكن لا تقي حرارة الاجواء أو رطوبتها ، ولا تنبئ بخير أو بشر ، فهي مجردة من كل شيء قد يؤدي للعلاج او قد ينبّئنا بأسمائهم ؛ أولائك الذين يجتمعون للوليمة في مزارع العبيد من الذين رضوا بحياة السخرة والبقاء للتمسّح بنعل بعض السادة من اصحاب ذاك المقام ….ولكل مقام مقال …؟!

تمضي أيام وتتوالى سبع عجاف يتبعهن سبعون نتمنى بهن أن نرى شيئًا من العجاف ؛ تكثر السنبلات الفارغة التي تنحني ذلا وقهرًا من ما حل بها من الفقر ؛ تسمع بمن قطَعن ايديهن لتوفير ما يؤكل لهؤلاء الابناء الجوعى بالوراثة ؛ نرحب بقدوم العزيز ليحكم بالعدل ولكنه لا يفاجئ احد سوى الحمقى حين نراه ينهر ميزان يوسف

؛ ويتعالى البيان في النشرات هنا وهناك بترديد ذات العبارة ,,, يوسف أيها الصدّيق ..أعرض عن هذا ،،،لا نملك من تعليق بعد ذلك سوى أن نقول:,,، إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل .

و نكتبه نشيدًا لقانون الدولة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى