دواعش في الطرف الآخر
دي سؤال يراودني يا صديقي…
طالما أنك على استعداد تام بالشماته بأعدائك إذا حل الموت بعزيز عليهم…
طالما أنك شامت بمن يتم تفجيرهم لدى احيائهم ليلة رأس السنة… سواء كانوا في الساحات العامة او الملاهي الليلة… وتشعر بغبطة الاقتصاص منهم بهذه الطريقة… هؤلاء الكفرة.
طالما انك حتى على استعداد لاقامة الافراح اذا التهم حريق اطفال مدرسة في اسرائيل وتعتبر ذلك جزاء عادل.
طالما انك تنادي باستعادة امجاد ((بعض)) الفتوحات العثمانية تلك التي ضربت رقماً قياسياً تاريخياً بحالات الاغتصاب لدى فتحهم مناطق النساء الجميلة في بلاد (ستان)… وتلك التي ضربت رقماً قياسياً بالوحشية في حربها مع اليونان حيث كان الفريقين يمارسون العاب التحدي بدقة التصويب على اطفال رضع ينتزعونهم من ايدي امهاتهم ويلقونهم في الهواء.
طالما انك لديك مفهوم عميق بانه لا يتم استعادة هيبتنا اللا باسترجاعنا كل ما ضاع منا… من الصين الى الاندلس… احتلالهم .. عفوا… فتحهم… ودكهم واذلالهم حتى يخنع العالم كله لنا.
طالما انك تكاد تبكي فرحاً لكل كارثة تحل بدولة اوروبية او امريكا.. وترفع يديك ووجهك الباكي الى الله لتحمده على البراكين والزلازل والحرائق والاعاصير التي دمرت بيوتهم وقتلتهم اطفالاً وشيوخاً…
طالما انك تطالب بالقبض على افراد داعش… وترى انه يجب سلخ جلودهم احياء واحراقهم احياء جزاء الجرائم البشعة التي ارتكبوها …
طالما ان كل آيات واحاديث المحبة والسلام ووجوب تمني الهداية للضالين دون ايذاء ولا شماته… كلها لم تلامس قلبك ولم تقنعك… واقنعك شيوخ (التابليت والآيبود) الذين نبشوا كتباً الله وحده اعلم بها واحضروا لك الفتوى بوجوب قتل من يخالفك.
طالما أنك كل ذلك واكثر بكثير من ذلك ….
بربك … قل لي…. ما الفرق بينك وبينهم ؟؟؟؟!!!!!
انا اقول لك الفرق…
الفرق انهم امتلكوا الظروف التي اعطتهم الشجاعه لاعلان ما في دواخلهم المريضة…
أما انت لم تمتلك هذه الظروف بعد… ولا زلت جباناً
صديقي… انت لست صديقي
انا اراك واحداً منهم … ولست ارى خطرك اقل ضراوة.
