شرف منزوع الدسم

شرف منزوع الدسم
جروان المعاني

اختلاف العرب على مدلول الكلام جعلني كميتٍ صحا فيه الالم، وكيف لميتٍ أن يصحو ؟ فعلى امتداد رقعة التاريخ حيث الجغرافيا قصة احتراب واحتلال وزمنٍ يسير عكس ارادة الشعوب جاءت انتخابات تونس لتقول ان هناك بصيص امل بعدما كاد ان يُقتل في انقلاب العسكر على اول رئيس عربي في مصر منتخب من شعبه .
مساحة تونس أقل من 164 الف كم²، وهي تأتي في المرتبة الثالثة عشر وتعداد سكانها يقرب من عشرة مليون انسان، في حين ان مصر تبلغ مليون كم² أي اكثر بستة اضعاف من مساحة تونس، وعدد سكانها يقرب من 100 مليون أي عشرة اضعاف سكان تونس، وهذه مقدمة ضرورية لنعرف مدى الاثر الحقيقي لثورات الربيع في البلدين، عدا عن أن عقيدة الجيشين في البلدين مختلفين، قد أُريد لمصر غير ما أُريد لتونس، فمصر من المفروض انها الأم الكبرى حامية الحمى وكادت ان تكون لولا انه اطيح بمرسي كونه اخوانياً.
نعم، تريدون ديمقراطية؟ لكم ذلك ولكن بشروطنا وقياساتنا، ودعونا لا ننسى دور اسرائيل وامريكا وبعض دول العرب في مصر، في حين ان فرنسا منعت كثير من الدول اللاعبة ان تتدخل بشأن تونس، فنجحت التجربة حتى الآن ولله الحمد.
لبنان والذي يضرب فيه المثل في الحرية والتحرر يكاد أن ينزلق بمتاهات الردى في حين ان الجزائر تائه حيث ان حجمه الجغرافي والسكاني كبير لن يسمح له بالتغير كما يريد الجزائريون ولعل السودان الحاضر الغائب الآن يشير الى ذاك الدسم المنزوع لتظهر احوال اليمن الذي يعاني اختلالا كبيرا وها هو يموت ببطء شديد بحجة ان الاقلية الحوثية تشكل خطرا ايرانيا علينا .
ثم يمسي الشرف العربي بلا طعمة حين نصل الى سوريا حيث بدأ يأخذ شكلاٍ كرديا عوضا عن الشكل الشيعي، والاكراد شعب من شعوب الارض الذين يحق لهم ان يرسموا وجودهم على خريطة الجغرافيا كما اثبتوا وجودهم على خريطة التاريخ، لكنه الشرف العربي المنزوع الدسم على استعداد ان يُبيد الاكراد والشيعة والمسيحيون وكل من يقول لا لإسرائيل وتهويد القدس او ينادي بدمقرطة حقيقية، ان مدلولات الكلام ايها الاعزاء وعدم القدرة على التواصل حّول بلادنا الى جحيم وجعل للفساد الف معنى.

لعل قِصة شكل الفستان وقَصَتهُ تأخذ مساحة واسعة على محطات التلفزة والصحف بكل اشكالها، اكثر بكثير من العدوان المتكرر على المسجد الاقصى واستباحة الصهاينة له، حيث ندرك كم نحن بلا قوة أو عزيمة، تماما كرجل البيت الذي لا يمتلك امر نفسه فكيف يمتلك امر اطفاله والشرف المنسوب كذباً اليه، هو حالنا ايها القوم، وقد هالني ما وجدت في رواية (المنسي .. التاريخ كما يجب ان يكون) للروائي الاردني وائل مكاحلة حين تحدث عن سقوط بغداد وجاء على ذكر تيمورلنك قائلا( ان الثم يد مولاي وسيدي القائد، فهذا مبلغ حلمي ونهاية املي.. تعالت صيحات الرجال تهتف تمجيدا لبساطة القائد مع جندي يبتغي لثم ظاهر يده ..)
يا الشرف المنسي الخالي من الدسم، كيف يجعل المحارب قزما والاقزام قادة وحكام، فنصنع تاريخا على مقاس الصهيوني .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى