غطرسة تجار الموت

غطرسة تجار الموت
جروان المعاني

لعل الرئيس الامريكي ترامب والبالغ من العمر 73 عاما يبدو اصغر بكثير عمرا، ولا احد ينكر نجاحاته المتعددة كرجل اعمال وتلفزيوني وصاحب مؤسسات دولية عظمى في مجالات عديدة كالطيران والعقارات، ومجالات الترفيه والكازينوهات، كل ذلك يجعلنا نصفه برجل الاعمال العبقري.
هي سطوة رأس المال جعلت الملياردير رئيسا لأكبر دولة عسكرية واقتصادية في العالم، فأدار امريكا بعقلية (البزنس مان) ففعل للأمريكان الكثير لكنه عامل بقية دول العالم بعقلية (الكاوبوي) المحترف، واخذ ينظر لشعوب العالم على انهم هنود حمر فيزبد ويهدد ويتدخل بشؤون العالم بشكل وقح غير عابئ بالقيم الامريكية العليا ولا بمنظمات العالم الحقوقية والانسانية وجعل رأس المال سلاحه الاول معتمدا على صلاحياته في تحريك الاساطيل الحربية، وبنفس الوقت خلق حلفاء يبتزهم متى شاء والامثلة على ذلك كثيرة.
لعل ما تقدم اعلاه يعطينا فكرة عن سر غطرسته وتعاليه على قادة وشعوب العالم، معتمدا على سياسة مفادها (امريكا اولاً) مهمشاً قدر استطاعته للأقليات الملونة والاسيوية خصوصاً، كما عمد الى التقليل من قوة المنظمات الدولية التي ترفع شعارات حقوق الانسان خاصة في منطقة الشرق الاوسط، وكلي قناعة انه ينظر لشعوب المنطقة بدونية ولا يعنيه موت الملايين بحروب عبثية بقدر ما يعنيه بيع الاسلحة والمال الذي يجنيه، وحماية الانظمة الدكتاتورية المنصاعة لفكره.
ثم جاء عصر الكورونا فتخبط في قراراته حتى تفشي الفايروس وبات يحصد المئات يوميا في الولايات المتحدة، واكاد اجزم انه اتخذ قرارا بان تكون اولوية العلاج للأمريكي (الاصلي) مهملا كل المقيمين على ارض امريكا فالنظام الصحي يكاد ينهار، انه يمارس العنصرية بشكل فج حتى في تقرير من يموت ..!
ترامب لا يختلف كثيرا عن المدعو (لوط بوناطيرو) الجزائري الذي حاول الترشح مرارا لرئاسة الجزائر والذي يدعي انه معصوم واكتشف الدواء لكورونا، لوط يتلاعب بمخاوف الناس من الفايروس فيصدقوا حماقاته، وترامب يعلي من قيمة راس المال على حساب الحياة، نعم هم تجار الموت الذين لا يعيرون قيمة لأي شيء، وتأتيهم لحظة الحقيقة متأخرة فيزدادون غطرسةً بدلا من توقفهم عن التبجح والتلفيق.
شخصيا تهمني سلامة الانسانية جمعاء فلا فرق بين الصيني او العربي والاسترالي والامريكي
وارفض فكرة مناعة القطيع التي تضحي بكبار السن والمرضى قليلي المناعة عموما، ولا اتمنى سقوط امريكا بقدر ما اتمنى زوال ترامب ودعمه المطلق للصهيونية، ترامب يمثل الوجه البشع للرأسمالية، حيث يكون الدولار اهم بكثير من حياة الانسان، ترامب قصة انهيار للأخلاق في العالم، ونراه يجد التأييد من اليمين في الغرب، وغدا حين تتحول بؤرة الوباء لشرقنا الاوسطي سيجعلنا ندفع ثمن ذرة كل اكسجين وجهاز.
فيا قومي تنبهوا والتزموا بيوتكم حتى ننجو بأمر الله من هذا الوباء اللعين وشراسة ترامب وراس ماله الوقح، فكل الدراسات تقول ان القادم على الشرق اقبح مما مضى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى