باب الحارة


باب الحارة
جروان المعاني

باب الحارة مقفل كما بقية الابواب، حيث لا صلاة جماعة أو تراويح تقام، ولا مدرسة يصطف بساحتها الاطفال، والجيران لن يجتمعوا وكثيرون سيتوقفون عن صلة الارحام، هكذا شاء الله ان يحدث بسبب هذا المدعو كورونا.
لابأس، فان في ذلك حماية للناس ووقاية، لكنه رمضان شهر الصدقة والغفران حيث الاجر يتضاعف وتزداد الحاجة الى التكافل والانتباه للفقراء والمعوزون فوجب على الاغنياء تقديم اقصى ما لديهم من عطاء.
أوردت منظمة “أوكسفام” غير الحكومية ان الثروات، تتركز بيد 26 مليارديرا في العالم حيث (يملكون أموالا تساوي ما يملكه النصف الأفقر من البشرية)، وبنفس الوقت كشفت مجلة (فوربس ارابيا) عن قائمة احتوت على اغنى 50 عائلة في الاردن، تمتلك ثروات طائلة، وبالنظر لما تم جمعه من تبرعات في صندوق همة وطن تجد انه همة اغلب هذه العائلات همة ضعيفة لا بل ان بعضها لم تقدم فلسا واحدا للصندوق .
اذا جاع الجائع يمكن ان يأكل من حشائش الارض ويتحمل ان يستف التراب، لكن ان جاع اولاده فمن الممكن بل من المؤكد انه سيتحول الى انسان شرس ويضرب بعرض الحائط كل الاوامر والمحرمات، خاصة اذا كان يعلم ان الثراء الذي يتمتع فيه بعض اصحاب رؤوس الاموال هي جاءت نتيجة لامتصاص دمه وتسهيلات حصل عليها على حساب الوطن في فترة كان الفساد فيه اساساً للعمل والغش استشرى حيث البنية التحتية تخبرنا عن قصص كثيرة تم السكوت عليها.
ان ما تمر به الدنيا ومنها الاردن سيحطم صمت هؤلاء المحتارون في معاناتهم، والتي لا يمكن شرحها ولا يقبلها الوعي الانساني، وسترتفع اصوات تنادي الدولة لعمل شيء ملموس خاصة وان هذه الجائحة لا يبدوا انها ستنتهي على المدى القصير بل هناك مخاوف من استشرائها وفقدان السيطرة عليها .
كثر هم المارقون الذين استسهلوا المال العام ونهبوا ما نهبوه، وكثر هم اصحاب المعالي والدولة والسعادة الذين تحصلوا على مشاريع بغير وجه حق، وحققوا ثراءً ليس من حقهم فبنوا القصور والمزارع وعاشوا في ترفٍ كبير، وقد حان الوقت كي يعيدوا شيئا من فضل الوطن عليهم، وكذلك البنوك ومؤسسات الاقراض التي امتصت جيب الموظف حيث القروض على الافراد تقدر بما يزيد على 17 مليار دولار ولك ان تتخيل حجم الارباح التي تحصلت عليها .
مختصر الكلام وبعيدا عن الحسد او الحقد الطبقي، الدولة لا تمتلك الادوات ولا العصا السحرية لحل مشاكل الفقراء فقد ورثت هذه الحكومة تركة هائلة من المديونية وعمليا لا طاقة لها على فعل شيء اذا لم يتحرك اصحاب رأس المال، وربما لن يتحركوا الا اذا شعروا بتهديد حقيقي لمصالحهم، وهنا اسأل الى اين ستفرون بأموالكم فكل العالم موبوء، وهذا البلد من اكثر البلدان اماناً فاخرجوا زكاة اموالكم وتبرعوا لتستطيعوا العيش بسلام ويعيش الفقراء حيث سيأتيكم (يوم لا ينفع مال ولا بنون) فتعالوا الى الله بقلب سليم وقدموا لأوطانكم كما قدم لكم طوال هذه السنين، عسانا نستطيع العودة دون ان نزيد الهوة بين الفقراء والاغنياء ونفتح باب الحارة بأمر الله من جديد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى