بؤرة الوباء القادمة

بؤرة الوباء القادمة
د. عبدالله عامر البركات

يسارع كثير من الاخوة والاخوات بالرد على سؤال لماذا ينتشر الوباء في اوروبا وامريكا بسرعة اكبر من العالم العربي والاسلامي بالقول لأننا مسلمون ملتزمون بالنظافة والوضوء والطهارة. وحبذا لو كان الامر كذلك. فمعلوم ان الملتزمين دينياً هم من يحافظون على الطهارة والوضوء. ونسبة هؤلاء قليلة حسب ما يكشفه عدد المصلين يوم الجمعة. مع العلم انه ليس كل المصلي يوم الجمعة ملتزمين بالصلاة في باقي اوقات وأيام الاسبوع. وهناك دراسات حول عدد الملتزمين تقول انه لا يصل في احسن الاحوال الى ٤٠٪؜ من الرجال وربما كانت النسبة في النساء قريبة من ذلك. ولعل النسبة المتوسطة في ارجاء العالم الاسلامي لا تتعدى ال٢٠٪؜ -٣٠٪؜
واذا اعتبرنا ان نسبة كبيرة من هؤلاء نساء وكبار سن قليلي الاختلاط وان الاكثرية يختلطون بغير الملتزمين ويصافحونهم ويؤاكلانهم فإن ذلك يعني ان عوامل انتقال الوباء من غير الملتزمين الى الملتزمين كبيرة.
اريد ان اخلص الى ان نسبة الالتزام هذه لا تفسر الفرق الشاسع بين نسبة انتشار الفايروسات في البلاد الاسلامية وتلك التي في الغرب. فهي فالغرب عشرون ضعف ما هي عليه في العالم الاسلامي على الاقل.
اذن يجب ان نبحث عن تفسير اخر. مثلاً، عدم شفافية الإحصاءات العربية او الاسلامية، او عدم صحة الارقام الغربية لغاية ما.
لذلك اعتقد ان بؤرة الوباء القادمة ستكون في العالم العربي مع الاسف. وان ما يجري إما ان يكون هو مؤامرة أبتداءً قد يكون لها اهدافاً لا نعلمها، وإما ان يستغل الوباء ليحقق اهدافاً سياسية استراتيجية كأن يستهدف سكان الضفة الغربية تمهيداً لإنفاذ صفقة القرن. ومن يستبعد ذلك عليه ان ينظر الى تهجير اهل سوريا بلا مبرر او بمبرر اقل اهمية من خدمة الاهداف الصهيونية الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى