الوطن ليس بخير / احمد الاحيوات

عندما يُصبح هم المسؤول أن يُعلمنا أين نعيش وكيف نسكن ومتى نخرج ومتى نعود وعندما يتبجح علينا بثرائه الذي يتقلبُ فيه من أموالنا ويَعيبُ علينا فَقرنا الذي كان هو أحد أهم أسبابه وعندما يَتجهمُ في وجوه أبناء الوطن إن ذكَّروه بتقصيره هو ومن سبقوه ممن أرهقونا وأتعبونا وركِبوا فوق أكتافنا حتى صاروا على ما هم عليه اليوم.

وعندما يغيبُ هؤلاء المسؤولين عن واجباتهم ويختفون في الازمات ويخرجوا الينا بعد إنتهائها يُنظرون ويتبجحون , بينما كنا نرى رجال الامن والدرك والدفاع المدني ورجال قواتنا المسلحة وهم يعملون لخدمة ورعاية وحفظ الامن والوطن وحماية الاهل والمقدرات ويغيبون عن منازلهم اياماً طوالاً بينما يتقلب آخرون على فرشهم وبين أهليهم (مع تقديري لبقية جنود الوطن المجهولين من أمثال هؤلاء) . وعندما أوكلت إنسانيةُ ووفاءِ هؤلاء الرجال للوطن أن يرفعوا أغطية المناهل وأن يُصلحوا المركبات ويؤمنوا الطعام وهو ليس من واجباتهم , ورغم أن ما يتقاضونه شهرياً لا يكادُ يُذكر أمام الالآف التي يلتهما الكبار من خزينة أموالنا على هيئة رواتب ومخصصات صنعوها لأنفسهم وغطوها بنصوص قانونية تحميهم وتمنع من التحدث عنها أو النقاش فيها.

وعندما يتساقط الشهداء تلو الشهداء من أبناء الوطن ولم نر بينهم مسؤولاً كبيراً وتكون الشهادة من نصيب البسطاء الشرفاء من أبناء الوطن لان الشهادة إجتباءٌ إلهيٌ يَهبها الله لمن أحب وهؤلاء منها محرومون حتى اوشكتُ على القولِ أن هؤلاء الكبار لا يُحبون سيرة الكبار ” وصفي و هزاع ” عليهما رحمة الله تعالى ولا يَروقُ لهم ذكرُهما لأنهما يُشعرانهم بالصغار والمهانة أمام أنفسهم .

وعندما تَنفجرُ حاوية بمادة لا يجوز دخولها للوطن مخلفةً ثمانية قتلى ويُضبط في ذات الوقت ست حاويات من نفس المادة يُراد تهريبها للأسواق على أساس أنها مادة “سكر” وفقاً لما ورد في وسائل الاعلام , وعندما يَسرق المسؤولون أو يَنهبون أو يُقصرون أو يُهملون أو يَتجاوزون أحكام القانون ولا يُحاسبون , وعندما تنتهي قضايا الاهمال والعبث بأموال الوطن ومُقدراته وحقوق أبناءه بشكل عادي بإقالة المسؤول من منصبه دون محاكمته على ما أقترفت يداه بسبب تقصيره أو إشتراكه في الجرم وحين تكون المحاكمات لصغار الموظفين فقط , وعندما تغرق عمان بسبب إهمال أمينها أومن سبقوه من مهندسين وشركات منفذة.
عندما يحدث هذا كله فلا تحدثوني أن الوطن بخير

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى