المعلم الرجل الأول

المعلم الرجل الأول
باجس القبيلات

يفترض أن تبذل الحكومة كل ما في وسعها من أجل أن توفر للمعلمين حياة كريمة آمنة تحتوي على كل المتطلبات الضرورية في المستقبل القريب.. فالظروف التي رافقت الطلبة جراء “كورونا” تتطلب من المعلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في قادم الأيام وتعويض التلاميذ عما فاتهم.. وحتى تتحقق هذه الغاية ينبغي على السلطة أن تعد للمعلمين ظروفا استثنائية.. وأن تفعل هذا في أسرع وقت ممكن.. باعتبار أننا ندرك أنه ما لم يحصل المعلم على الرفاهية فأن التعليم سوف يتردى وينهار !
فالمعلمون يذهبون إلى المدارس لتعليم الأولاد وفي مهجهم رغبة كما لو كانوا يمضون إلى المنفى.. هم ساغبون مقهورون يعيشون في خوف دائم من فقدان ما يطيح بهم أو يهدم أحلامهم.
ينبغي أن يكون المعلم الرجل الأول في البلد وأن يكون قادرا على الإجابة عن جميع الأسئلة التي يطرحها عليه التلاميذ لكي يغرس في نفوسهم احترام سلطانه.. ويكون جديرا بالاهتمام والتقدير فلا يجرؤ أحد على الصياح في وجهه.. ولا على إذلال كرامته.
من السخافة أن تدفع قروشا زهيدة لإنسان يستدعى لتعليم التلاميذ وتراه يتجول في أسمال مهترئة.. ويرتعش من البرد في مدرسة جدرانها رطبة آيلة للسقوط.. ويتسمم بدخان المواقد سيئة التهوية.. ويصاب بالبرد على الدوام ويغدو في الثلاثين من عمره فيصبح كتلة أمراض.
لذلك على مدى ثمانية أو تسعة شهور في السنة يعيش معلمونا حياة البؤس والحرمان الذي يثير الغثيان.. وهذا نوع من السخرية بالمعلمين الذين يؤدون عملا عظيما في الجلال.
عار علينا حينما ألتقي معلما وأشعر بالارتباك أمامه – بسبب حيائه من ثيابه الرثة.. وأشعر كأنني أنا نفسي من يقع عليه اللوم في بؤس هذا المدرس – أشعر بذلك دون ريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى