المشمشة ومجلس النواب

المشمشة ومجلس النواب
باجس القبيلات

البيت للأردني وطن وأرض وذاكرة وتقاليد وعادات ورزق وأطفال ومستقبل واستمرارية وهوية .
لطالما راودتني رغبة عارمة ولهفة ملحة قبل قرابة عقد من الزمن؛ لامتلاك بيت صغير وتجميل باحته ببعض أشجار الزينة واللوزيات والكرم والزيتون .
حين تحققت مآربي تلك، رافقني شعور سلبي تجاه شجرة المشمش، ففي موسم اخضرار الأشجار أغدق عليها الماء والسماد وأوليها جل عنايتي ورعايتي، ولكن ما أن تزهر وتتفتح بتلاتها حتى تسقط نواتها .
ملأ نفسي الضجر حتى أضحت لا تعنيني شيئا، بل صرت أفكر جديا باقتلاعها من جذورها وإراحة نفسي من عنائها، وهي على النقيض من الدراقة التي تجود بعطاياها وتزهو في فناء البيت وتجمله راسخة صامدة ترسم البهجة على محيا من يراها ويتلذذ بثمارها.
ونحن في معترك الحديث عن الانتخابات قد يشاطرني الناس الرأي أن حال بعض النواب في مدن المملكة وقراها كافة، وعلى مدى عقدين ماضيين من الزمن لا يسر عدوا ولا صديقا، كحال المشمشة الجاثمة في فناء بيتي، لا تسمن ولا تغني من جوع.
فعلى الرغم من التفاعل الإيجابي مع المرشحين من خلال الثقة التي نمنحها لهم، ومشاركتهم فعالياتهم الانتخابية التي يقيمونها خلال فترة الدعاية الانتخابية، واسمائهم وقوائمهم التي تحتل عناوين (مانشيتات) مواقع التواصل الاجتماعي و(بالبونط) العريض، إلا إن حجم التقصير فور جلوسهم تحت قبة البرلمان، يحتم علينا التأني والتفكير مليا قبل الإدلاء بالتصويت.
وقت قصير يفصلنا عن موعد الانتخابات.
المقاطعة تعني الاختفاء والصمت والابتعاد عن المشاركة في صنع القرار .
لذا يتحتم علينا ألا نسهم في إعادة إنتاج أو انتخاب من خبرناهم وأثبتوا فشلهم في مجالس النواب السابقة؛ لأنهم نواب لايمثلون سوى أنفسهم ومصالحهم.
كما يتحتم علينا عدم السماح لأولئك الطامحين عن غير جدارة بأن يجلسوا تحت قبة البرلمان دون أن يمتلكوا القدرة والخبرة والمصداقية لخدمة مصالحنا .
آمل أن يفرز مجلس النواب القادم كفاءات على قدر عال من الإبداع والتميز، وقادرة على عمل نقلة نوعية تتعاطى مع مفردات الحياة، وتعي بأننا في عام (2020) ولسنا في مجالس الأعوام السابقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى