الطفل المحارب

الطفل المحارب
#وليد_عليمات

أنا ذلك الفارس الذي امتطى قصبته ورفع سيفه الخشبي وراح يهدر مسرعا نحو السيل
كثيرا ما تخيلت أن هناك غزاة قادمين من غربي سيل الزرقاء وأنا المدافع الوحيد عن قريتي..
عبرت السيل بحصاني القصبي.. أتخيل شجيرات الدفلى فرسان اجابههم بسيفي الخشبي وإرمي برؤوسهم أرضا… ثم اصعد إلى (الصفاة) الكبيرة واصرخ بأعلى صوتي فيرد الوادي الصدى.. وسط ضحكات العمال الوافدين في المزارع المحيطة. التي تستفزني فأعدو بكل ما أوتيت من قوة فأرمي بنفسي في السيل واتظاهر بالغرق واصرح.. (يا ناس الحقوني.. أموت أموت) فيهرع العمال لإنقاذي.. فأهرب صوب الصفاة مرة أخرى ولم أكن افهم شتائمهم..
.
أرمي بنفسي على الصخرة.. أناشد الشمس أن أجف سريعا قبل وصول الرفاق.. فثمة مغامرة نخطط لها سويا قبل أن تغيب الشمس.. سنجمع الإطارات ونشعلها.. وسنرقص عليها كالهنود الحمر..
أعلم أن أمي لا تطيق رائحة الكاتشوك.. وسأنال عقابها… ولكني يا أمي أحب الحرية.. أحب الهتاف.. أحب الرفاق

جف السيل يا أمي والمزارع بارت..والدفلى تلاشت… يبدو أن الفرسان الملثمين قد غزوها.. ونحن غياب.. فمن يعيد لي قصبتي وسيفي الخشبي.. لأعود طفلا محاربا

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى