من دفاتر معلمة … انتصرت عليك!!! / خلود المومني

من دفاتر معلمة.

( انتصرت عليك!!! ).
عندما تدخل غرفة الصف يخيم عليه الرعب والخوف، صمت غريب…وكل تلك الحركة الدائبة تهدأ. ولايسمح لنا بالسؤال أو الاستفسار أو التعبير عن الرأي….وأي سؤال من أي منا سيواجه إجابة واحدة : غبية….لن أكرر كلامي.
وترتسم على وجهها السعادة والفرح عندما تواجه بإجابة خاطئة من طالبة سواءً في غرفة الصف أو على ورقة الإمتحان.
أشعر وكأن في أعماقها شيء يقول : طبعاً خطأ..وأنا انتصرت عليك ياطالبتي الغبية…هل تعتقدين أنك ستصلين إلى مستوى فهمي وعلمي وتفكيري؟؟!!
وليست كل معلمة تدخل غرفة الصف مثلها، فهناك أخرى أعرف جيداً أنها تقف أمام الخطأ في ورقة امتحان طالبة طويلاً حتى تقرر ان تضع ( الاكس) أو لا تضعه، وأشعر بشيء ما يتألم في أعماقها وهي تجد إجابة خاطئة لطالبة.
يأبى قلبها أن يجرح شعور طالبة أو ترد خطأها بإسلوب محبط.وعندما يخفق الجميع تراجع نفسها وتعيد الدرس وكأنها في أعماقها تقول: انا الخطأ.
فرق بين الاثنتين ولايجمعهما الا مسمى ( معلمة)
كيف تغير الزمان!!! وتغيرت النظرة إلى الإنتصار.!!!
فقد قرأت كيف كان الشاعر قديما عندما يفتخر بنفسه ويصور قوته وشجاعته وأهمية انتصاره على عدوه، يصور عدوه بمنتهى القوة والشجاعة والبسالة والنبل والكرم وكل صفات الدنيا الحسنة يضعها فيه ليكون انتصاره أكثر قيمة مما لو فاز على جبان متخاذل، فهذا ليس نصرا يستحق الفخر.
من تعرف رسالتها جيدا تعلم انها يجب ان تنزل هي إلى مستوى طالباتها حتى يستطعن الصعود.لا ان تظهر بمظهر الذي بيني وبينك بحور وجبال.( فمن اعتقد انه أصبح عالما فقد جهل) .
عندما تشعرين ان علمك وصل الجميع حتى الأغبياء هذا هو انتصارك الحقيقي.
وليس إشارة ( اكس) على سؤال بحجم الورقة يقول لصاحبة السؤال : انتصرت عليك!!!!؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى