الاستثناء الذي صار قاعدة

الاستثناء الذي صار قاعدة / #يوسف_غيشان

كان أول ظهور لمصطلح «راس الخيش» عشية احتلال العصابات الصهيونية لأجزاء كبيرة من فلسطين عام 1948، حيث كانت تلك العصابات تحاصر القرى الفلسطينية المقاومة للإحتلال، وتجمع أهل القرية وتجبرهم على المرور من أمام كرسي يجلس فوقه شخص يغطي رأسه بكيس من الخيش مع ثقوب للعينين فقط.
كان صاحب رأس الخيش كلما مر أمامه واحد من اهالي القرية يشير الى أفراد العصابات الصهيونية بإشارة متعارف عليها بينهم، فيتم فرز الثوار والمقاومين من أهل القرية عن الناس الذين لا يتدخلون في هذه الأمور.
من المفترض طبعا، أن يكون راس الخيش هذا أحد أبناء القرية أو أحد أبناء المنطقة، من المتعاملين مع الاحتلال، وقد يكون يهوديا، لكن القصد من رأس الخيش هذا إرهاب الأهالي وإشعارهم بأنهم تحت الميكروسكوب في جميع حركاتهم وسكناتهم.
كانت أكبر شتيمة يوجهها عربي فلسطيني لآخر هي ان ينعته ب «راس الخيش»، وهي أسوأ بكثير من المسبات التي قد تطال الأخت والأم والعشيرة و»البديدة». هذا هو الرد الشعبي العفوي على الجواسيس الذين يتعاونون مع المحتل.
راحت الأيام، ولم يعد الاحتلال بحاجة إلى استعمال رأس الخيش، ولا «ابو خمس وتكات» ولا «المخبر الصادق، ولا ال «وزّاز»…
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى