وحدة (الشخير)المشترك

#وحدة ( #الشخير ) #المشترك
#يوسف_غيشان

قبل زمن انطلقنا في رحلة الى بيروت، صديقي كمال علوان ومدحت حمارنة وجناب حضرتي ، وقد أقمنا عدة ايام في شقة صغيرة. لحد الان الموضوع عادي تماما، ولا يحتاج الى كتابة تقرير اخباري حول حادثة بلا قتلى ولا جرحى.
حل المساء ، ومثل غيرنا من الكائنات قررنا النوم في الهزيع الأخير من الليل، فاتخد كل واحد منا مكانا قصيّا وكدنا ننام ، قبل ان تنطلق القاطرة البخارية ، بأصوات محركاتها وزواميرها وضجيح احتكاك عجلاتها بالسكة.
بحث عن مكان القاطرة ، فتبين لي ان تلك الأصوات انطلقت من شخير صديقي كمال ، فقررت ان انام على صوت هذا الشخير العجيب الذي ،وكان يهز العمارة بأكملها. فاغمضت عيني ، لكن الهدير توقف فجأة دون سابق (ولا لاحق) إنذار، فقمت كالملدوغ الى الغرفة التي ينام فيها صديقي ، اذ ظننت أن شيئا ما حصل له.
ما ان وصلت باب الغرفة حتى اشتغلت القاطرة البخارية مرة اخرى فتطمنت ، وعدت لفراشي، لكنها عادت وتوقفت قبل ان اغفو ،فنهضت ، ثم اشتغلت القاطرة، ثم حاولت النوم ..وهكذا حتى الصباح.
الأسبوع المنصرم،ربما تحت ضغوط عائلية ، راجع صديقي كمال علوان طبيبا مختصا ، أعطاه الطبيب جهازا ليقوم بتركيبه على نفسه ، حتى يفحص الطبيب مدى عمق وخطورة المشكلة . لم يستطع صديقتي النوم تلك الليلة والجهاز موضوع داخل انفه ووجهه، وكانت ليلته ليلاء ، بشخير متقطع.
المهم، عندما درس الطبيب قراءات الجهاز ،قرر ان شخير صديقي يحرمه من كميات كبيرة من الأوكسجين ليليا ، وأن التدخل الجراحي صعب ، دون ازالة اللغلوغ كاملا، فطلب منه شراء جهاز دائم لمنع الشخير، يركّبه على انفه وفمة قبل ان ينام.
وقد اكتشفت ان هناك جهازا لمقاومة الشخير ، وهذا ابتكار عظيم ، اتمنى ان نستطيع تركيبة على الأمة بأكملها ، عن طريق اجهزة شخير مركزية كبيرة وتنوعه ، واحدة تخص كل قطر عربي ومن يقطنه ، والثاني يخص العالم العربي بأكمله.
مشكلتنا في الشخير الدائم الذي يحرمنا من الأوكسجين، ومن حقنا في الحياة الصحية الحرة والكريمة . لذلك فمن حقنا على علمائنا الأفاضل ان يبتكروا اجهزة الشخير المركزية تلك ، قبل أن يتم استئصال لغلوغ الأمة بأكملها.
فقد علا شخيرنا كثيرا خلال معركة غزة ضد العدو الصهيوني . وهو شخير خطير خطير ، ويهددنا بالموت والفناء، والخروج من دفتر الحياة كأمة واحدة ذات رسالة خالدة …. وشخير مشترك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى