أوقفوا حروبكم القذرة!

أوقفوا حروبكم القذرة!
م. عبدالكريم أبو زنيمة

في ظل هذه الظروف بالغة الصعوبة التي يكافح فيها العالم لمواجهة فيروس كورونا، أعتقد أن الوقت قد آن لوقف الحروب القذرة التي أُشعلت في الوطن العربي، لا لشيء وإنما خدمةً للمشروع الصهيوني والأطماع الغربية فقط لا غير! هذه الحروب استنزفت الموارد المالية العربية وقتلت مئات الآلاف من الشباب العربي وشردت الملايين وخلفت دمارًا يحتاج لعقودٍ من الزمن لترميمه، وعطّلت الإنتاج وخلّفت وراءها الملايين من العاطلين عن العمل، المليارات التي أُنفقت على الحروب القذرة كانت كفيلةً بوضع العالم العربي ضمن مصاف الدول الرائدة لو أنها أُنفقت على مشاريع تنموية وعلى تحسين الرعاية الصحية ومنظومات التعليم.
الحرب القذرة التي شُنّت على اليمن قبل خمس سنوات لم تُحقق أي من أهدافها المزيفة المعلنة، وما سُميَ بالتحالف العربي لم يتبقى منه إلا الاسم فقط، هذه الحرب في جوهرها الحقيقي لا تخدم إلا الأمن الإسرائيلي والسيطرة الغربية عامةً والأمريكية خاصةً على باب المندب للتحكم بأهم ممرات التجارة العالمية المائية في العالم، وهنا لا بد من التذكير بما قاله شارون بعد احتلاله لسيناء عام 1967: “لن تنعم إسرائيل بالأمن ما بقي باب المندب خارج سيطرتنا”، فكل ما قيل عن أهداف إعلان هذه الحرب القذرة يتكشّف زيفه اليوم، فإيران وجيوشها غير موجودين في صنعاء، والأعداء الحقيقيين وهم الصهاينة تُشاهد وفودهم تسرح وتمرح في عواصم الدول التي تحالفت ضد الشعب الجائع الفقير، وتكشف التضليل الإعلامي الديني ونحن نشاهد الصهاينة يتجولون ويدنسون أقدس مقدساتنا، وما اعتقال بعض مسؤولي جماعات المقاومة العربية ونعتها بالإرهابية من قبل الحكومة السعودية إلا خير دليل على النوايا والأهداف الحقيقية لهذه الحرب القذرة التي شُنّت على اليمن، وهنا لا بد من التساؤل: أما آن لأولئك الذين طبلوا وهللوا وناصروا شنّ هذه الحروب في سوريا وليبيا واليمن وتغنوا وتحالفوا مع المحور الصهيوأمريكي ممن ينتمون لفكر هؤلاء المسؤولين المعتقلين في السعودية أن يعيدوا حساباتهم ويغيروا خنادقهم بعد إعلان السيد عبدالملك بدر الدين عن مبادرته الإنسانية والوطنية بإطلاق سراح أحد الطياريين وأربعة من الضباط السعودين مقابل الإفراج عن مسؤولي حركة حماس! وبعد أن أعلن كل قادة المقاومة العربية بأن إيران هي الداعم والممول الرئيسي لنضالهم!
الحرب من الناحية العسكرية فشلت فشلاً ذريعًا وخسائرها على الدول المعتدية مهولة جدًا، وكما يقدر بعض الخبراء فأن تكلفتها اليومية تتجاوز (150) مليون دولار! أليست الشعوب العربية والشعب السعودي أولى بالاستفادة منها، أما الحفاة العراة فإنهم يحققون انتصارات شهد لهم العالم بها وبصمودهم، بالأمس القريب حرروا محافظة الجوف وخلال الايام القادمة سيزحفون لتحرير مأرب وبعدها إلى باقي المحافظات، أما غنائمهم من الأسلحة والمعدات فتكفيهم لسنوات وسنوات من الاستمرار في التصدي لقوى العدوان وهزيمتهم، أما الحديث عن الشرعية فهذه أصبحت اضحوكة لا يصدقها حتى عبد ربه منصور هادي!
آن الاوان لوقف هذه الحروب وترك الدول والشعوب تلملم جراحها وتتصدى لعدو الانسانية والبشرية المتمثل بفيروس كورونا وإمبراطورية الشر والإرهاب الأمريكية التي كُشف زيف ما تدّعيه من رعاية ٍلحقوق الإنسان، فهاهي اليوم لا تعير انتباهًا حتى لمواطنيها وتعظم استثماراتها وأسواق مالها على أرواح مواطنيها، اليوم سقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورات هذه الدول الاستعمارية الفاقدة لكل معايير الأخلاق والإنسانية، وظهرت جليةً هشاشة أنظمتها ورداءة إدارتها امام التصدي لهذا الوباء، هذه الدول التي لطالما أذاقت الشعوب الموت والدمار وكأن رب الكون عزّ وجّل ينتقم لعباده من فراعنة المال والطغيان، أوقفوا حروبكم القذرة وأغيثوا الشعب اليمني الذي فتكت به الملاريا والسل والتوفئيد وغدًا الكورونا! أغيثوا الشعب العربي الفلسطيني وخاصةً في غزة المحاصرة قبل أن تستبيحها جائحة الكورونا، أغيثوا الشعوب العربية في الدول الفقيرة؛ فثمن الصاروخ الذي تطلقونه على نساء وأطفال اليمن كفيل ببناء مستشفى أو مدرسة، تكلفة إيقاف الحرب ليوم واحد كفيلة بتوفير العقاقير وأجهزة التنفس لكامل الوطن العربي، أوقفوا حروبكم وتوحدوا؛ فهذه فرصتكم لهجر المعسكر الأمريكي الذي بدأت دعائمه بالتهاوي، توحدوا والتحقوا بركب الدول المستقلة ذات السيادة والكرامة، أوقفوا التشرذم والخلافات فهذه فرصتكم الآن للتوحد والانعتاق من التبعية، وإن فوتّموها فلن تقوم لكم قائمة أبدًا!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى