العبث بالأمن الوطني

العبث بالأمن الوطني
م. عبدالكريم أبو زنيمة

في ظل التهديدات والمخاطر الخارجية وأخطرها صفقة القرن وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وما يشكله ذلك من تداعيات وتهديد وجودي لأمننا الوطني الأردني، وفي الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه لتوحيد وتظافر كل الجهود الوطنية بكل أطيافها ومسمياتها وتوجهاتها تفاجئنا حكومة النهضة بالانقضاض على أكبر نقابة ممثلة لصفوة الصفوة من أبناء مجتمعنا الأردني بطريقة مهينة وتجمد عمل نقابتهم واعتقال مجلس إدارتهم وإغلاق فروعهم في كافة المحافظات.
إنَّ هذه القرارات غير المدروسة وغير الحكيمة والمتناقضة مع الأهداف الوطنية وهي في جوهرها ومضمونها ومرجعيتها غير دستورية لا يمكن تفسيرها إلا أنها تهدف إلى تفتيت اللحمة والوحدة الوطنية وإضعاف المواقف الوطنية تجاه المخاطر الخارجية والداخلية وزيادة الاحتقان الشعبي الذي هو أصلاً محتقن لدرجة الانفجار.
إن محاولة الإعلام التضليلي غبن الشعب الأردني بأن نقابة المعلمين خرجت عن مهنيتها وأنها تتدخل في السياسات التعليمية والمناهج التربوية فهذا لا يعيبها بل هو من صميم عملها وواجباتها ومهامها، بل وأصبح مطلبًا شعبيًا في هذا الوقت بالتحديد الذي يملي به الصهاينة وإمبراطورية الشر الأمريكية إرادتهم في العبث بثقافتنا الوطنية ومعتقداتنا الدينية والأخلاقية وفي الوقت الذي تختطف به منظومة التعليم كواجهات وملاذات استثمارية، وأما الغمز بأن النقابة مختطفة لجهة أيدلوجية معينة فهذا مجاف ومناف للحقيقة حيث تضم النقابة كافة الوان الطيف السياسي الأردني.
إن هذه الخطوة لا تصب نتائجها إلا في خدمة أعداء الوطن في الداخل والخارج، فإغلاق هذه المؤسسة الوطنية وما تمثله لأكبر شريحة اجتماعية ورسالتهم الإنسانية النبيلة والتطاول على هيبتهم إنما يمس جوهر المواطنة والانتماء والحس الوطني..هؤلاء هم من جعلوا منكم مسؤولين!
كم نحن اليوم بأمس الحاجة للرشد والحكمة! لبناء جبهة وطنية أردنية تمثل الدولة الأردنية وتعيد بناء ثقافتنا وتوجهاتنا الوطنية وقيمنا الأخلاقية..جبهة تعيد بناء الدولة وسيادتها على أسس وقواعد الإنتاج..دولة ركيزة إصلاحها منظومة التربية والتعليم الوطنية وعمادها المعلم الذي لا يستجدي حقوقه بل يتميز بها عن كافة الشرائح الوظيفية الأخرى..كم نحن بأمس الحاجة للحكمة والرشد لوقف كل هذا العبث بأمننا الوطني من جهل الجاهلين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى