فكّة وديليفري / وائل مكاحله

فكّة وديليفري

أعتقد أنكم جميعا قد سمعتم بأسطورة حكّ اليدين يوما ما..!

يقال أن في باطن اليدين تتحرك أهداب غاية في الصغر لا تراها العين المجردة، وأن هذه الأهداب تتسبب في حكاك إحدى اليدين دائما.. فإن شعرت برغبة في حكّ اليد اليسرى فإن هذا بشير أنك ستقبض مالا، وإن كانت الرغبة تتجه لحكّ اليد اليمنى فإنها بشارة أنك ستلتقي بأحد الغائبين عنك منذ زمن طويل وتسلم عليه.. وهذا يعني أن الحكاك الناتج عن إشارة من عالم الغيب الجميل سيملأ يديك إما مالا وإما حبا…!!

أثبتت هذه النظرية نجاحها معي دوما.. لكن يبدو أن بطارية الأساطير في المخ تحتاج إلى تغيير أحيانا.. كيف؟!.. سأقول لك..

مقالات ذات صلة

في كل مرة أشعر برغبة جارفة بحكّ اليد اليسرى وأفرح بالثروة القادمة، يأتي زميل لي في العمل كان أوصاني أن أجلب له علبة سجائر منذ شهر، ليعلن أنه نسي خدمتي له وأن لي في ذمته دينارا ينفحني إياه.. فأدرك وأنا أنظر إلى الدينار اليتيم أنني لن أخرج من دائرة الفكّة هذه إلا بإذن من الله تعالى..

تشتعل الرغبة في حكّ اليد اليمنى فآخذ في استعراض وجوه الغائبين في ذاكرتي المرهقة، لأخمن المرشّح لأن ألقاه منهم هذه الأيام، أمشي في الشارع لأجد من يمد يده للسلام علي مبتسما (من الذان للذان)، مؤكدا أنه موصل “الديليفري” الذي سلّمني قرص بيتزا الفصول الأربعة منذ سنتين، فأتركه خلفي وأمضي محاولا أن أقنع نفسي أن البيتزا يومها كانت جيدة تستحق أن أتذكر وجه موصلها..!

في اليومين الماضيين نظرت إلى يدي اليسرى.. فاستعدت تلك المأساة الشخصية التي أعيشها وأنا أقرأ خبر تمكن لجنة النزاهة والشفافية من!!.. من استعادة مليوني دينار من مجموع 125 مليونا يعتقد أنها اختلست من المال العام (1.25%)..

ثم نظرت لليمنى.. فتوقعت زائرا من أوروبا يعود ليعيد لنا مالا أخذه دون وجه حق ويطلب السماح، لكني فوجئت بلجنة صندوق النقد الدولي القادمة لتأخذ ما في حصالة الصغار ولا تطلب السماح من أحد..

الأسطورة ناجحة دوما مع أغلب من عرفتهم، لكن هذا حظ المسخّمين.. إما فكّة وإما ديليفري…!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى