عمتي أم صقر:وداعا يارمز العطاء!! / د . ماجد الزبيدي

عمتي أم صقر:وداعا يارمز العطاء!!
عمتنا ونسيبتنا “أم صقر”إمرأة عربية غير عادية في زماننا العربي الجائع الفارغ من كل معنى!
فهي حتى الساعة الأخيرة من عمرها ،كانت كالفرس العربية الأصيلة تواصل الصهيل والنشيد وقوفا ،تزرع الأرض من حول كل جهات مخيم الشهيد /الحصن ،كل ذرة تراب تدعو خالقها لهذه السيدة الإستقلالية التي لم تتعاطى النميمة أو طق الحنك والسواليف التي يبدع فيها ملايين الرجال من حولنا –ومايزالون- في سردها ونسجها مع نفث تبغهم وقهوتهم وحياتهم الفارغة من العمل والإنتاج!
سبعون سنة أو يزيد وعمتي المرحومة “أم صقر”تواصل النشيد ونثر البذور وتحويل الأرض اليابسة اليباب لواحات خضراء ،في إ دراك من هذه السيدة الحكيمة التي توصلت بحكم التجربة إلى أن كل نبتة أو حبة فول أو ورقة بصل او حبة قثاء تُسبح لله الواحد الرزاق ،وتسجل لها حسنة في سجل الحساب!
لم تجنح المرحومة أم صقر ،لما جنح له كثير من نساء العرب وشباب ورجالات زماننا العربي المهزوم ،من معاشرة الأرجيلة والتنباك والمعسل ،ونفث الدخان والسرطان ،وتعاطي النميمة والوشاية وأكل لحوم الناس والتواكل والكسل ونوم الضحى،إلى درجة انك ترى شوارب ولحى وعريضي اكتاف يتزاحمون مع ارامل ومُطلقات على أبواب جمعيات الإغاثة والإحسان ،وراحت عمتي المرحومة ام صقر ومعها جارتها المرحومة خالتي البحراوية ،تسجلان أروع سطور العفة والمجد والعطاء والإستقلال ،واعادتا للأذهان وللأجيال من جديد الصورة الحقيقية للمرأة العربية الماجدة في ربوع الأردن وفلسطين منذ سالف الأزمان ،صورة المراة المُنتجة لخير الحاكورة من دجاج ووز وبط وحمام وبصل وثوم ودوار الشمس والقثة وما شابه ذلك من خيرات،لا تنتظر الواحدة منهما كريما يدق الباب يتصدق بإحسان ،في زمن عربي بائس مهزوم بات فيه الكريم كالخل الوفي أو العنقاء!،وراحت عمتي وخالتي كالطود الشامخ تمشي الواحدة منهما بكبرياء المجد والأيدي المتوضئة، تقرا آيات الله وتوفيقه على المحراث والمنجل ،فينبت الله في مزرعة كل واحدة منهما خيرات وثمرات مختلف ألوانها وطعمها وألوانها ،في مجد أين منه طاطأة رؤوس رجال و”عقل مياله” تستجدي من “التنمية”او مؤسسات الزكاة ،رغيف الخبز وشربة الماء ؟؟،رؤوس ادمنت الدعة والتكاسل والجلوس في البيوت كربات البيوت !اين عصاك ياعمر؟!أين عصاك ياعمر؟!
رحم الله عمتي ام صقر، ورحم الله من قبلها خالتي البحراوية،
https://ar-ar.facebook.com/sawaleif/posts/157422441079365 ورحم الله اليد التي تعلو من فوق !
وفي حضرة عزاء المرحومة أم صقر ، أتذكر الان من القرن الماضي شعارا مُكررا على يافطات كبيرة في شوارع عاصمة الرشيد تقول:”العمل شرف ومن لايعمل لاشرف له”!!وأكرر هنا شعاري الذي اتبناه دوما :”الدول المستقلة من كان افرادها مستقلون،والعكس صحيح”!
فجر 17/2/2016م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى