
نهاية سحّيج غير شجاع
كان يا ما كان في ماضي وحاضر الأزمان، كان هناك حصان يعيش في مزرعة، كان الحصان نشيطا وحربوكا، ويخدم صاحب المزرعة بكل جد وإخلاص، ويستخدمة للتنقل والحراثة والعتالة ، وجميع اعمال السخرة ، دون ان يتذمر الحصان، وكان صاحب المزرعة معجبا بحصانه النشيط.
الزمن غدّار ، كما يقولون، تعب الحصان، وصارت خطواته ثقيله، ولم يعد يستطيع القيام بكامل الواجبات المناطة ، ففكر في التمارض ، لعل صاحب المزرعة يقلل من المهام الموكلة على عاتقه.
صباح اليوم التالي ، لم ينهض الحصان كعادته، انما بقي مبطوحا على ارض الإسطبل. جاء صاحب المزرعة وشاهد الحصان، ثم ارسل وراء الطبيب البيطري الذي عاين الحصان، ووصف له بعض الأدوية والمنشطات، وطلب من صاحب المزرعة تخفيف الأعمال عليه.
صاحب المزرعة لم يعجبه كلام البيطري، فقال له بما معناه ، بأنه اذا لم يتحسن وضع الحصان خلال ثلاثة ايام، سوف يطلق رصاصة الرحمة على رأسه ويقتله، حتى يتخلص من تكاليف مؤونته.
سمع الخروف ما قاله صاحب المزرعة للبيطري، وانتظر حتى خرجوا، واقترب من الحصان يحثه على القيام ، لكن الحصان اعجبته حالة البلادة التي يعيشها، فلم يتحرك. هنا (قبّعت) مع الخروف ، وقال للحصان:
– ولك يا حمار قوم ..سمعت صاحب الزرعة بقول انه اذا ما قمت ورجعت لشغلك ، راح ايطخّك بدون ما يسمّي عليك.
لما سمع الحصان هذا الكلام، نهض فورا وصهل، وشكر صديقه الخروف، وسمح له ان يأكل من مذوده. سمع صاحب المزرعة صهيل صحانه المبجل ، ففرح به وأعادة الى العمل ، ثم قال للموجودين :
– انا مبسوط لأن حصاني عاد الى سابق عهده، وبناء عليه ، فإني ادعوكم الى تناول طعام الغداء على شرف حصاني النشيط.
وهكذا جمع صاحب البيت الأصدقاء والأقرباء ، ولم ينس الطبيب البيطرى ، وذبح الخروف – ذات الخروف الذي اخبر الحصان- وعمل عليه منسفا وأطعم الجميع.
وتلولحي يا دالية.
ghishan@gmail.com