رؤساء حكومات الاردن ماضيه ومستقبله (1)

#رؤساء #حكومات #الاردن ماضيه ومستقبله (1)

#عبدالفتاح_طوقان

كانت رئاسة سمير الرفاعي الحفيد والدكتور هاني الملقي قصيرة وصاخبة، وهي رحلة متذبذبة للغاية، من شهر عسل مبكر افترضت خلاله جوقة البرلمان المتقلبة من المعلقين السياسيين أنهم سيبقون في مناصبهم لسنوات عديدة، إلى انحدار سريع بينما كانوا يكافحون من أجل البقاء كقادة عندما طلب المتظاهرون في الشوارع والنقابات المهنية وارتفع سقف احتجاجتهم مطالبين الملك إعفائهم من دور رئيس الوزراء وحل مجلس النواب. واطاحت الانفجارات البركانية و الاحتجاحات الشعبية و عجلت بخروجهم غير المتوقع من الدوار الرابع.
كان ولازال لليوم الاحتجاجات والمظاهرات في الاردن تطالب برفض وصاية وقرارات البنك الدولي علي سياسات الدولة الاردنية، ورفض شخصيات مجربة من قبل ، محاربة الفساد ، التحقيق في كيف و اين ذهبت اموال الخصخصة، وتشكيل حكومة انقاذ وطني، واضيف لها بعد 7 اكتوبر 2023 ايقاف العدوان علي غزة و استنكار ابادة الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل، والغاء معاهدة وادي عربه الموقعة في 26 اكتوبر 1994 و قطع الامدادات و الجسر البري عن اسرائيل، وعدم استخدام مضادات وصواريخ الباتريورت للدفاع عن وحماية اسرائيل والغاء المعاهدة الاردنية الامريكية العسكرية الموقعة يناير 2021.
لقد تم نسيان قيادة سمير الرفاعي و د.هاني الملقي تقريبا رغم ان الملك عبد الله الثاني عهد الي سمير الرفاعي برئاسة لجنة السياسات وعين نائبا لمجلس الاعيان والذي شاركه في المجلس الدكتور هاني الملقي للان، و بالرغم من خروجهما من رئاسة الوزراء وحجبتهم الاضطرابات اللاحقة التي جعلت حقبتهم المؤلمة تبدو هادئة تقريبا الا انهما احتفطا بموقعهما مستشاري الملك في مجلس الاعيان وهو ما يعترض عليه المتظاهرين و المحتجين واقصد كيف يطالب الشعب باقالتهما فتتم اقالتهما ثم يتم تكريمهما بعضوية مجلس الملك عبد الله الثاني الاستشاري؟
. لقد كانت مرحلة كلاهما من مراحل التوتر الذي يمزق الأعصاب و تذكر بمظاهرات معان في الجنوب و التي ادت الي اقالة زميل الملك في كلية فيكتوريا بالاسكندريه وصديقه المؤتمن والذي قاد حكومات وفرخ من بعده مدرسة استلمت الحكم ولكنه اقيل باحتجاجات شعبية اطلق عليها هبة نيسان 1989 بدات في الجنوب وانطلقت في السلط و اربد استدعت ان يقطع الملك غذاء مع الرئيس الامريكي المنتخب حديثا في يناير 1989 جورج هربرت ووكر بوش و يستقل طائرته الخاصة على عجل في رحلة الي الاردن ، ويعود فورا من مطار الملكة علياء طوقان الي معان و دون انتظار بعد ان رفض اهل معان حضور الامير حسن اليهم ووساطته، لان تلك الاحتجاجات التي كانت بسبب تراجع صرف الدينار و الوضع الاقتصادي السيء هي الاولى التي يتفق فيها الشمال و الجنوب و الوسط في تاريخ المملكة ، حيث كان دوما اما الجنوب و اما الشمال فلم يتحدا يوما الا بعد 7 اكتوبر في مواجهة الصلف الاسرائيلي والعدوان الغاشم المبرمج علي غزة منذ اكتوبر 2023.
لكن ايضا رئيس الوزراء طاهر المصري الذي تم إنهاء خدماته في مجلس الوزراء ، بعد حفل عشاء و سهرة فاخرة مع الملك الحسين في العقبة كان قد ودعه الملك واضعا يده علي كتف طاهر المصري و مشيدا به و بنزاهته ، ولكنه أيضا رحل و اقيل بنائا علي حملة بقيادة نواب مجلس الشعب قادها ضده التيار الشرق اردني بقياده رئيس وزراء اسبق محنك مشهود له بوطنيته و انتمائه و ذكائه المتقد وهو الدكتور الصيدلي عبد الروؤف الروابده وشاركه رئيس مجلس النواب السابق المرحوم الفريق الركن المهندس عبد الهادي المجالي، على الرغم من أن “ابو نشات ” و هي كنية طاهر اذ يقول إنه ترك المنصب بارادته الحرة خوفا علي الاردن ولإنقاذ الديمقراطية وهو امر مشكوك به اردنيا من قبل العشئر الاردنية صاحبة الارض والاصلاء اللذين بايعوا الهاشميون ملوكا علي “نهر الاردن “، لذلك فإن السنة الأولى في الدائرة الرابعة في فترة حكم طاهر المصري تتصدر الكثير من التدوين العقلي ، والدراما التي تستنزف الطاقة وضعها في مذكرات من جزئين اطاق عليها ” الحقيقة بيضاء” ساعود لها لاحقا عند الحديث عن مذكرات المجالي والروابده والرفاعي وزيد بن شاكر وعدنان ابو عودة.
وحتى منح طاهر المصري الثقة لحكومتة ضمت رجال اعمال و تقنيين بتعليمات عليا وتدخل امني لا يمكن انكاره لاجل اظهار أن الحقوق للفلسطينين في الاردن غير منقوصة ضمن اتفاق اردني امريكي مقابل تأمين بقاء العرش الهاشمي واجه المصري المعروف بادبياته واخلاقياته وهدوءه كلمات حاده في المجلس النيابي ظهرت في كلمة النائب الشرس الدكتور احمد عويدي العبادي حينها لاقت استحسانا علي اصعدة مختلفه – خارج حدود العاصمة عمان و الزرقاء – بما فيها بعض من كبار رجالات الامن المساند لطاهر وقتها بتعليمات ملكية للحصول علي الثقة.
في يناير 2023 ، وعن عمر يناهز 97 عاما ، توفي الدكتور عبد السلام المجالي ، المعروف باسم الأخ الأكبر للمجالية و كان رئيسا للوزراء من مايو 1993 إلى يناير 1995 ، وخلال هذه الفترة وقع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994. كما شغل منصب وزير الخارجية خلال فترة ولايته. لقد غير بالفعل الطريقة التي حكم بها و التي صنف هو بنفسه موقعه بأنه رئيس مجلس الوزراء و ليس رئيس الوزراء و الفرق بينهما كبير، وهي الطريقة التي غير بها موقع رئيس مجلسي ورزاء الحكومة والأردن وبقية الأردنيين اللذين عاشوا في ظل معاهدة مع العدو منذ ان كلفه الملك وهو في نادي الملك الحسين برئاسة وفد التفاوض مع اسرائيل . وهو من ادار مرحلة قبل أن يخرج البلاد من دول الطوق وحصار إسرائيل و المرحلة التي كانت اسرائيل عدوا للاردن و ليست دولة شقيقة مثلما صرح احد وزراء الاردن ممن ارتقوا السلم للمنصب الاعلي وهو رئيس الحكومة منتشيا انه صديق شارون واضعا صورته علي الصفحة الاولي للجريدة الاولي في الاردن !!!.
في وقت يشهد الاردن اضطرابات سياسية غير مسبوقة، كل الطرق تدار لحل المشكلة الفلسيطينة علي حساب الارض الاردنية و اصحابها الاصليين، ، و قد أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى فهم أولئك الذين يقودون الاردن و الأردنيين وما هي أجندتهم، وكيف تم اختيارهم، وأولئك الذين حددوا الدور الأردني في العالم الحديث، وما الذي جعلوه مميزا و الي اين اوصلوا الاردن من مديونية و عجز و دون محاسبة و عن دور المهمشين من ابناء الاردن و كيف يمكن دمجهم في ادارة الاردن و التي لا يمنع بتاتا بل من المستحب ان نرى اجيالا من الشباب وممن لم يستلموا اي من المناصب برئاسة الوزراء لانقاذ ما يمكن انقاذه حفاظا علي الاردن و علي حقوق ابناء الاردن و العشائر الاردنية الاصيلة.
و للحديث بقية
aftoukan@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى