‪ عَــلـيــه الـطَـلاق مِن مَـرِة جــارُه!!! / د . نـاصـر نـايــف الــبـزور

‪ عَــلـيــه الـطَـلاق مِن مَـرِة جــارُه!!!
مَعروفً عن الأردنيين و الفلسطينيين شغَفُهُم و هَوَسُهُم “بتوكيد” و تأكيد صِدق كلامهم بأشكالٍ كثيرة أبرَزُهها الحلف “بالطلاق”! و لا يخفى على الكثير أنَّ مُعظم هذه “الأيمان” غير صادقة و هي عبارة عن لغو أو تدليس أو “فشَك فاضي”! و بالتالي فقد طَلُقَت نصف الزوجات الأردنيات لو أخذنا بالرأي الفقهي الصارم في عدم جواز الهزل بلفظ الطلاق، و هذه مسألة خلافية “عويصة” لا مجال للخوض في تفاصيلها!

الأدهى كذباً أنَّ البعض غير القليل من غير المُتزوِّجين يستخدمون نفس صيغة “”عليِّ الطلاق” في الجدِّ لا في الهـزل، مِمّا يُضاعف حالة التدليس و الغش على السامعين!

أمَّا السيناريو الثالث فهو ما تـقـوم به القـِلَّة القليلة من المتزِّوجين الورعين من القسم بالطلاق من نساء جيرانهم؛ فيكون حالهم كما قال المرحوم ذوقان الهنداوي و غيره في وصف و عد بلفور “عَطاءُ مَن لا يَملُك لِـمَن لا يستَحِق”!

و هذا يكادُ ينطَبِقُ على الحالة شبه الغريبة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن نائب عميد مُحترم في جامعة حكومية مُحترمة احتفل بعيد الاستقلال بـ “تنجيح” جميع طلبته و التفاخُر على الملأ بهذا الفعل المشين عن طريق تصوير ذلك الفعل مُنطَلِقاُ من وطنيته و انتمائه لهذا الوطن، بل و تحفيزاً للطلاّب على العطاء و الانتماء!

مقالات ذات صلة

فمِن مَنظور و طني و تربوي و قانوني، يُعتبَرُ هذا الفعل جريمة بحق الوطن وَ بحَقِّ المؤسَّسة التي ينتمي إليها هذا الدكتور؛ و هو مُتاجرة مفضوحة بالوطنية، و تكريس للنفاق و الفساد بل وإفساد الأجيال!

فلو كانَ هذا الرجُل صادقاً في ولائه و انتمائه و عطائه لبذَل المزيد من الجُهد و الدقَّة في تدريسه و تعليمه لطلبته! و لو ارادَ السخاء لتحفيز طلبته، لكانَ واجِباً عليه تقديم حافز مادّي و معنوي للطلبة الأوائل من جيبه الخاص لأنّه كما نقول في عاميّتنا: “اللي بدو يِـكـرَم، يِـكـرَم من جـيـبـتـه و مِن دار أبوه… مِش مِن كيس الناس”!!!

فكانَ عَطاءُ هذا المُربِّي الفاضل كَـ “عَطاءُ مَن لا يَملُك لِـمَن لا يستَحِق”! و هو كَمَن “حَلَفَ بالطلاق مِن مَرِة جارُه”! فَوجَبَ على رئيس الجامعة مُعاقبته بَل و فَصله إن “صَدَقت الداية”!!! و الله أعلَمُ وَ أحكَم!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى