يا تلامـيــذ طوكــيـو عَـلـِّـمـونا…!!!
لعلّ نزار قبّاني قد بالغ كثيراً عندما طلب من تلاميذ غزّة أن يُعلِّمونا الرجولة و البطولة و التضحية والفداء إذ قال:
يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة لاتبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا
أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا اغسلونا
إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
دعونا نتواضع في طموحاتنا ولنطلبُ مِن تلاميذ طوكيو أن يُعلّمونا ما هو أسهل من دروس تلاميذ غَزّة؛ نُريدُ مِنهُم فقط أن يشرحوا لنا كيف أرغموا مُحافظ طوكيو “Yoichi Masuzoe” قبل ثلاثة أيام أن يستقيل وأن يُقَدِّمَ اعتذاراً شديداً بتهمة انفاق بعض المال العام أثناء رحلة ترفيهية هو و عائلته!!!
أجَل لقد استقال محافظ طوكيو أكبر العواصم التجارية و الصناعية العالمية و هو بمثابة رئيس دولة كُبرى و بالرغم من إنجازاته الكبيرة فقط لشبهة استخدام المال العام!!! وعندما طلب منه الناس الرحيل، رحَلَ مُعتذراً صاغراً و لم يقل لهم “مَنْ أنتم…”، و لا “أيُّها الجرذان” ولا “أنتم شرذمة من الإرهابيين”…. ولا … و لا… و لا….!!!
كَم مِنْ مسؤول عربي سرقَ مال الشعب العام و الخاص جهاراً و نهاراً وأحرقَ الأخضر و اليابس و لم يُفكِّر بالرحيل ولا بالاعتذار و لا بأدنى قدرٍ من تأنيب الضمير… و هل لديهم أيُّ ضمير أصلاً ليُأنِّبَهُم!!!؟؟؟
فلننسَ أطفال غزَّة، و قد نسِيَهُم الكثير مِن الناس بالفعل، و لنتعلَّم مِن تلاميذ طوكيو درساً أسهَل مِن الأوّل في ظاهره مع انّه قد يكون أصعب في حقيقته!!!
يا تلاميذ طوكيو علِّمونا بعضَ ما عَلِمتُم مِن سنينا
علِّمونا كيفَ تُعاقِبون المُقَصِّر فما أكثَر مُقَصِّرينا
علِّمونا كيف تنتخبون مسؤوليكم ليعْلَمَهُ مسؤولونا
علِّمونا كيف أقَلْتُم مُحافظكم لعلَّنا نُقيلُ بعض فاسدينا
علِّمونا أنَّ المال حَقٌّ للشعب و حرامٌ ذاكَ على العابثينا
علِّمونا فقد تعِبنا و جُعنا و ذبح الفقر أمّنا علي أبي أبينا…. J و الله أعلَمُ وَ أحكَم!!!
