يزداد الناس فقرا وبؤسا
باجس القبيلات
غريبة الحكومات التي تعاقبت على البلاد.. فقد دفعت الأغلبية الساحقة من المجتمع الأردني إلى الفقر والبؤس والخوف من قادم الأيام.. وما زالت مصرة إصرارا عجيبا على مواصلة النهج نفسه.. والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى.. حتى إن هذه الدلائل لم تعد مفاجئة للشعب الأردني.. ولكنها تثيرهم وتستفزهم وتحفزهم كثيرا.. لكي يصبوا جام غضبهم على السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. على اعتبار أنها الوسيلة الوحيدة التي يتنفس من خلالها الناس في هذه الظروف العصيبة.. ففي الأيام الأخيرة هاج الشعب وماج على وقع خبر تعيين ابن أحد الشخصيات البارزة في موقع مرموق تابع لرئاسة الوزراء وبراتب -إن أحسنت التقدير – يكفي قوت أربعين عائلة مستورة على مدى شهر كامل تقريبا.. مما أثار حفيظة الناس وغضبهم.. خصوصا جماعة المعطلين عن العمل.. الذين ينتظرون دورهم في ديوان الخدمة المدنية منذ سنوات ولا حياة لمن تنادي.. علما أن السلطة ورجالها يعلمون كل العلم أن الخريجين يخضعون للمنافسة فيما بينهم لملئ الشواغر في الدوائر الحكومية والوزارات.. ولكن يبدو أن سطوة نفوذ أصحاب المناصب والطمع والجشع الآدمي.. تجلى ووجدها فرصة سانحة ومواتية للفوز والاكتساب من بلد فقير تهيمن عليه الماديات إلى أبعد الحدود..!! مع أنه آن الأوان لكي يدركوا أن الجوع أصاب المواطن الأردني.. ويفترض أن يخصصوا جزءا ضئيلا من هذه الرواتب العالية لهؤلاء الناس الذين غلبهم التشاؤم والاكتئاب.. وباتوا ينظرون إلى الآفاق القريبة والبعيدة على أنها زرقاء خاوية.. ففي كل مرة يخاطبون أنفسهم ستتحسن الأمور حينما يجيء رئيس جديد ويعدون أنفسهم أن الحياة في المستقبل ستصير أحسن وأحسن.. وليس هنالك من يحاول أن يجعل هذا الأحسن يجيء غدا.. والحياة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم وتمضي نفسها في إتجاه ما.. بينما الناس يزدادون فقرا وعوزا ويأسا.