نوما هنيئا لنوابكم
“مذكرات كوستاريكي”
.
.
قرار رفع سعر الفائدة في البنك المركزي لدولة كوستاريكا وفي بنوكها كافة كنتيجة طبيعية.. معناه أن المواطن الكوستاريكي الذي كان مدينا للبنك، أصبح الآن مدينا للبنك والحكومة الكوستاريكية معا، لم تكتف حكومة كوستاريكا بتحويل مواطنها إلى مقترض بفعل عوامل الكحت والنحت الحكومية.. يعاني عسر سداد الديون طيلة حياته لحساب الكبار، كما لم تكتف بأنها لم توفر لشبابها المسكن وإمكانية الزواج والتي تعتبر أبسط حقوق القطط في أي زقاق، بل شاركته أيضا في دينه عن طريق رفع نسبة فوائد الدين.. وعملت على رفع نسبة الضريبة لزيادة الإفادة قدر الإمكان من شبه ميت يحاول بالكاد التقاط النفس الأخير مع ذكر الشهادتين باللغة الإسبانية.. “اللغة الرسمية لسكان كوستاريكا”..!
المقترض الذي تمكن أخيرا من شراء شقة يسدد ثمنها للبنك على هيئة أقساط تمتد لحقبة زمنية طويلة.. ملزوم من البداية بدفع رسوم إيصال الماء والكهرباء والمسقفات السنوية.. كون السقوف في كوستاريكا هبة حكومية لا بد من دفع ثمنها تحت بند مضحك مبكٍ لم يجد المفسرون له أصلا في اللغات الآرامية واللاتينية القديمة جميعا.. “المسقفات بند إجباري حتى لو لم تكن تملك سقفا من الأصل” ، والآن ملزوم بدفع قسط يذهب ثلثه لسداد ثمن الشقة والباقي فوائد بنكية وحكومية..
هل سبق ورأيت ضبعا وأسدا يقتتلان فوق فريسة خانعة أزهقت روحها.. فيقضم هذا فخذا ويقضم ذاك كتفا توطئة لترك عظامها كي تمصمصها الضواري الأخرى الأقل حظا وحيلة؟!
هذا هو حال المواطن الكوستاريكي “الفريسة” بين طمع الحكومات وجشع البنوك ولعب حيتان التجار به وبرزقه..
أخيرا فإن المواطن الكوستاريكي المخلص يثمن هذه المبادرات الحكومية ويقدرها، لكنه يرجو من أصحاب الشأن مساواة زيادة نسبة الفائدة مع زيادة المرتبات السنوية.. فقط كي يستطيع سد عجز موازنة الدولة الكوستاريكية مع عجز موازنة الخبز في بيته، بعد استغنائه عن الكماليات غير الضرورية مثل الملابس واللحوم والفاكهة ومصروف الصغار في المدارس.. والتي لا تساوي شيئا أمام الجنة التي وعد الله بها الصابرين من أمثاله..!
#معلومة_عامة هل تعلم أن القرار لم يسمع به أي من نواب الأمة الكاريبية حتى الآن رغم دخوله – فعليا – حيز التطبيق؟!
لا تتعجب يا أميغو.. ففي كوستاريكا كل شئ جائز…!!
________________________
أليخاندرو مكاحله
سان خوسيه – كوستاريكا
